الفصل الأول : ردود الفعل السريعة لمقتل الحسين عليهالسلام
المسلمون زمن الحسين عليهالسلام ؛ إمّا ناصرون ، وإمّا خاذلون ، وإمّا قاتلون :
أمّا الناصرون : فكان غالبيتهم من أهل الكوفة ، وقد سُجن منهم ما يقرب من اثني عشر ألف (١) ، واختفى عدد آخر ، ولم يمكنه أن يخترق المفارز التي وضعت على الطرق ليلحق بالحسين عليهالسلام. وكان قد سبق وجوه منهم إلى الحسين وبقوا معه في مكّة ، ثمّ رافقوه حتّى وصوله كربلاء ، فقاتلوا بين يديه حتّى قُتل. وهؤلاء لم يتجاوزوا الستين رجلاً ، بعد أن إنضاف إليهم ما دون العشرة ممّن لم يسجن ، واستطاع أن يخترق المفارز التي وضِعت على الطرق ، وليس من شك أنّ هؤلاء المسجونين والمختفين حين بلغهم قتل الحسين عليهالسلام عاشوا في حزن عميق ، وأسى ملأ عليهم كيانهم ووجودهم. وقد سارع بعضهم للاستنكار على ابن زياد ممّن كان معذوراً من اللحاق بالحسين عليهالسلام لفقدانه البصر ، ولازم المسجد للعبادة كعبد الله بن عفيف الأزدي ، فقُتِل ومضى شهيداً على ما مضى عليه الحسين عليهالسلام. أمّا بقيتهم كالمختار ، وسليمان بن صرد ، والمسيّب بن نجية ، ورفاعة بن شداد وغيرهم فقد
__________________
(١) قال المظفر في تاريخ الشيعة / ٣٤ : إنّ عبيد الله بن زياد سجن اثني عشر ألفاً من الشيعة ، ولم يترك واحداً (من زعمائهم طليقاً). انظر أيضاً المختار بن عبيد الثقفي ـ للدكتور علي حسني الخربوطلي / ٧٤ ـ ٧٥.