تريث حتّى تتهيأ أسباب القيام بعمل نافع في الظرف المناسب ، وفق خطّة الحسين عليهالسلام التي اطّلعوا عليها مسبقاً حين التقوا الحسين وهو في مكّة.
أمّا الخاذلون : فهم كلّ المسلمين الذين كانوا في مكّة ممّن بلغته حركة الحسين عليهالسلام ، ووصلهم نداؤه ولم يجيبوه. نعم ، يوجد منهم مَنْ أجازه الحسين عليهالسلام بالبقاء كابن عباس وابن الحنفيّة ونظرائهم من حملة الحديث النبوي الصحيح. وممّا لا شك فيه أنّ قسماً من الخاذلين ؛ سواء من الكوفيين ، أو من غيرهم حين بلغهم نبأ شهادة الحسين عليهالسلام قد ندموا ندماً شديداً ، ونموذجهم ولسان حالهم عبيد الله بن الحرّ ، وسيأتي الحديث عنه.
أمّا القاتلون : فهم جيش بني اُميّة من أبناء الكوفة ، هذا الجيش الذي بناه معاوية بشكل خاصّ في فترة حكمه بعد وفاة الحسن عليهالسلام ، وقد مرّ الحديث عنه وعن تربيته في الباب الأوّل ، ووجوه هؤلاء شبث بن ربعي ، وحجّار بن أبجر ، ومحمد بن الأشعث ، وعمر بن سعد ، وشمر بن ذي الجوشن وغيرهم. وهم المعروفون بأشراف الكوفة في لغة أبي مخنف وغيره ممّن كتب عن الحسين من الرواة في العهد العباسي. ولم يندم من هؤلاء الوجوه أحد. نعم ، ندم البعض ممّن كان في الجيش ولم يشترك بقتال وهم قليل.
وفيما يلي طرف من أخبار مَنْ استاء لقتله ، ومَنْ ندم على خذلانه :
نماذج ممّن استاء لقتله عليهالسلام :
زوجة خَوَلِّي :
قال هشام : فحدّثني أبي عن النوار بنت مالك قالت : أقبل خولّي برأس الحسين فوضعه تحت إجّانة في الدار ، ثمّ دخل البيت فآوى إلى فراشه ، فقلت له : ما الخبر ما عندك؟
قال : جئتُكِ بِغِنَى الدهر ، هذا رأس الحسين معكِ في الدار.
قالت : فقلت : ويلك! جاء الناس بالذهب والفضة وجئت برأس ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله؟! لا والله ، لا يجمع رأسي ورأسك بيت أبداً.