لمّا قُتل الحسين عليهالسلام قام ابن الزبير في أهل مكّة وعظّم مقتله ، وقال :
رحم الله حسيناً ، وأخزى قاتل الحسين عليهالسلام ...
لقد اختار الحسين الميتة الكريمة على الحياة الذميمة ...
أفبعد الحسين عليهالسلام نطمئن إلى هؤلاء القوم ، ونصدّق قولهم ، ونقبل لهم عهداً؟!
لا ولا نراهم لذلك أهلاً.
أما والله لقد قتلوه ، طويلاً بالليل قيامه ، كثيراً في النهار صيامه ، أحقّ بما هم فيه منهم ، وأولى به في الدين والفضل.
أما والله ما كان يبدِّل بالقرآن الغناء ، ولا بالبكاء من خشية الله الحداء ، ولا بالصيام شرب الحرام ، (ولا بالمجالس في حلق الذكر الركض في تطلاب الصيد ـ يعرِّض بيزيد ـ فسوف يلقون غيّاً).
فثار إليه أصحابه فقالوا له : أيّها الرجل ، أظهر بيعتك ؛ فإنّه لم يبقَ أحد إذ هلك الحسين ينازعك هذا الأمر. وقد كان يبايع الناس سرّاً ويظهر أنّه عائذ بالبيت.
فقال لهم : لا تعجلوا (١).
عثمان بن زياد أخو عبيد الله :
قال الطبري : قال عثمان بن زياد أخو عبيد الله : والله ، لوددت أنّه ليس من بني زياد رجل إلاّ وفي أنفه خزامة إلى يوم القيامة ، وأنّ حسيناً لم يُقتل.
ممّن ندم على خذلانه عبيد الله بن الحرّ :
قال الطبري : روى أحمد بن زهير ، عن علي بن محمد ، عن علي بن مجاهد : أنّ عبيد الله بن الحرّ كان رجلاً من خيار قومه صلاحاً وفضلاً ، وصلاة واجتهاداً ، فلمّا قُتل عثمان وهاج الهَيج بين علي ومعاوية قال : أما إنّ الله ليعلم أنّي اُحبُّ عثمان ولأنصرنّه ميتاً.
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ / ٤٧٥.