وقال في ذلك :
يقول أميرٌ غادرٌ حقَّ غادرٍ |
|
ألا كنتُ قاتلتَ الشهيدَ ابن فاطمهْ |
فيا ندمي إلاّ أكونَ نصرتُه |
|
ألا كلُّ نفسٍ لا تُسددُ نادمهْ |
وإنّي لأنّي لم أكن من حُماتِه |
|
لذو حسرةٍ ما إن تُفارِق لازمهْ |
سقى اللهُ أرواحَ الذين تآزروا |
|
على نصرهِ سُقيَاً من الغيثِ دائمهْ |
وقفتُ على أجداثهم ومجالِهمْ |
|
فكادَ الحشا ينفضُّ والعينُ ساجمهْ |
لَعمري لقد كانوا مصاليتَ في الوغى |
|
سِراعاً إلى الهيجا حماةً خضارمهْ |
تآسَوْا على نصرِ ابنِ بنتِ نبيّهم |
|
بأسيافهمِ آسادُ غيلٍ ضراغمهْ |
فإن يُقتَلوا فكلّ نفسٍ تقيّةٍ |
|
على الأرضِ قد أضحت لذلك واجمهْ |
وما أن رأى الراؤون أفضلَ منهمُ |
|
لدى الموتِ ساداتٍ وزُهراً قماقمهْ |
أتقتلهم ظلماً وترجو وِدادَنا |
|
فَدَع خُطّةً ليست لنا بملائمهْ |
لَعمري لقد راغمتُمونا بقتلهم |
|
فكم ناقمٍ منّا عليكم وناقمهْ |
أهُمُّ مِراراً أن أسيرَ بجحفلٍ |
|
إلى فئةٍ زاغت عن الحقِّ ظالمهْ |
فكُفُّوا وإلاّ ذُدتُكم في كتائبٍ |
|
أشدَّ عليكم من زُحوفِ الديالمهْ (١) |
وقال أيضاً :
أيرجو ابنُ الزبيرِ اليومَ نصري |
|
بعاقبةٍ ولم أنصر حسينا |
وكان تخلُّفي عنه تَباباً |
|
وتَركي نصرَهُ غُبناً وحَيْنا (٢) |
ولو أنّي اُواسيه بنفسي |
|
أصبتُ فضيلةً وقَرَرْتُ عينا |
وقال أيضاً :
يا لكِ حسرةً ما دمتُ |
|
حيّاً تَردَّدُ بين حلقي والتراقي |
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ / ٤٧٠ ، الطبقات ١ / ٥١٥.
(٢) التباب : الخسران. الحين بفتح الحاء : الهلاك.