حسينٌ حين يطلبُ بذلَ نَصري |
|
على أهلِ العداوةِ والشقاقِ |
ولو أنّي أُواسيهِ بنفسي |
|
لَنِلْتُ كرامةً يومَ التلاقِ |
مع ابن المصطفى نفسي فداهُ |
|
فولّى ثمّ ودَّع بالفراقِ |
غداةَ يقولُ لي بالقَصرِ قولاً |
|
أتتركُنا وتُزمِعُ بانطلاقِ |
فلو فَلَقَ التلَهُّفُ قلبَ حيٍّ |
|
لهَمَّ اليومَ قلبي بانفلاقِ |
فقد فازَ الأُلى نصروا حسيناً |
|
وخابَ الآخرونَ اُولي النفاقِ (١) |
(ومن الجدير ذكره أنّ حسرة عبيد الله بن الحرّ وندمه على ترك نصرة الحسين عليهالسلام لم ترتفع به إلى وعي هدف حركة الحسين عليهالسلام وشهادته) ، ومن هنا لم يصبح في صف الشيعة الثائرين لمواصلة خطّة الحسين عليهالسلام ، بل اختار عبد الله بن الزبير مرّة ، وعبد الملك بن مروان أخرى ، ثمّ قُتل وهو من أنصار عبد الملك بن مروان (٢).
ممّن ندم على مقاتلته :
حفظت لنا كتب التاريخ كلمات وأبيات للمشاركين في قتل الحسين عليهالسلام تكشف لنا عن ندمهم ، منهم رضي بن منقذ العبدي ، وينسب إليه قوله :
لو شاء ربّي ما شهدتُ قتالهمْ |
|
ولا جعلَ النعماء عندي ابن جابرِ |
لقد كانَ ذاك اليوم عاراً وسُبَّة |
|
يعيِّره الأبناء بعد المعاشرِ |
فيا ليت أنّي كنت من قبل قتلِهِ |
|
ويوم حسين كنت في رمس قابر (٣) |
كانت هذه ردود فعل سريعة وانتهت سريعاً أيضاً.
__________________
(١) الطبقات ١ / ٥١٦.
(٢) انظر تفاصيل ذلك في تاريخ الطبري ٦ / ١٢٩ ـ ١٣٦.
(٣) تاريخ الطبري ٥ / ٤٣٣.