عنك وعن وصلتك ، ثمّ قال لعلي عليهالسلام : لعل أهلك فزعوا؟ قال : «إي والله». فأمر بدابته فاُسرجت ، ثمّ حمله فردّه عليها.
روى الذهبي عن الواقدي ، عن أبي بكر بن أبي سبرة ، عن يحيى بن شبل ، عن أبي جعفر سأله عن يوم الحرّة هل خرج فيها أحد من بني عبد المطلب؟ قال : «لا ، لزموا بيوتهم ، فلمّا قدم مسرف وقتل الناس سأل عن أبي أحاضر هو؟ قالوا : نعم. قال : ما لي لا أراه؟ فبلغ ذلك أبي فجاءه ومعه ابنا محمد بن الحنفيّة ، فرحّب بهم وأوسع لأبي على سريره ، وقال : كيف أنت؟ إنّ أمير المؤمنين أوصاني بك خيراً» (١).
موت مسرف بن عقبة :
قال الطبري : ثمّ دخلت سنة أربع وستين ، ذكر الخبر عمّا كان فيها من الأحداث ، قال أبو جعفر : فمن ذلك مسير أهل الشام إلى مكّة لحرب عبد الله بن الزبير ، ومَنْ كان على مثل رأيه في الامتناع على يزيد بن معاوية.
ولمّا فرغ مسلم بن عقبة من قتال أهل المدينة ، وإنهاب جنده أموالهم ثلاثاً ، شخص بمَنْ معه من الجند متوجهاً إلى مكّة.
قال أبو مخنف : حتّى إذا انتهى مسلم بن عقبة إلى المشلَّل (ويُقال : إلى قفا المشلل) ، نزل به الموت ، وذلك في آخر المحرّم من سنة أربع وستين ، فدعا حصين بن نمير السكوني فقال له : يابن برذعة الحمار ، أما والله لو كان هذا الأمر إليّ ما ولّيتك هذا الجند ، ولكن أمير المؤمنين ولاّك بعدي ، وليس لأمر أمير المؤمنين مرد. خذ عنّي أربعاً : أسرع السير ، وعجّل الوقاع ، وعمّ الأخبار ، ولا تمكن قرشياً من إذنك. ثمّ إنّه مات فدفن بقفا المشلل.
قال هشام بن محمد الكلبي : وذكر عوانة أنّ مسلم بن عقبة شخص يريد ابن الزبير حتّى إذا بلغ ثنية (هِرشى) نزل به الموت ، فبعث إلى رؤوس الأجناد فقال : إنّ أمير
__________________
(١) في تاريخ الإسلام ٥ / ٢٨.