العراق والحجاز يشوّه من حركة المختار وشخصيته.
ثمّ واصل الإعلام الأموي منذ قتل مصعب حتّى نهاية بني اُميّة تلك المسيرة الإعلامية بشكل أشدّ.
ثمّ انضاف إلى ذلك الإعلام العباسي في عهد المنصور ، وبخاصّة بعد تحرّك محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن المثنى رحمهمالله. قال المنصور يخاطب أهل الكوفة بعد قتل إبراهيم بن عبد الله بن الحسن سنة (١٤٥) هجرية : يا أهل الكوفة ، عليكم لعنة الله وعلى بلد أنتم فيه ... سبئية (١) ، خشبية (٢) ؛ قائل يقول : جاءت الملائكة ، وقائل يقول : جاء جبريل ... (٣).
ومن ثمّ تكرّست الصورة السيئة على المختار في كتب الرواية التاريخية التي ظهرت في العهد العباسي ، وتبنت في قليل أو كثير سياسة الإعلام آنذاك ، ثمّ أخذ بتلك الروايات الكثير ممّن جاء بعدهم إلى اليوم من دون نقد وتمحيص.
وفيما يلي طرف من أخبار حركة المختار ، تنخّلناها من مجموع روايات الطبري بعد أن استبعدنا ما تحتويه من التهم والافتراءات ممّا لا نطمئن إلى صحته :
خلاصة حركة المختار :
قال الطبري : ثمّ دخلت سنة ست وستين ، ذكر الخبر عن الكائن الذي كان فيها من الأمور الجليلة ، فممّا كان فيها من ذلك وثوب المختار بن أبي عبيد بالكوفة طالباً بدم الحسين بن علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وإخراجه منها عامل ابن الزبير عبد الله بن مطيع العدوي.
__________________
(١) أي أتباع عبد الله بن سبأ الذي ادّعي له أنّه مبتدع الوصية لعلي عليهالسلام المشابهة لوصية موسى ليوشع عليهالسلام ، الذي يترتب عليها البراءة ممّن تجاوز على موقعه.
(٢) في النهاية ـ لابن الأثير : الخشبية : هم أصحاب المختار بن أبي عبيد ، ويُقال لضرب من الشيعة : الخشبية. وفي المشتبه ـ للذهبي : الخشبي : هو الرافضي في عرف السلف.
(٣) مرّت فقرات أخرى من خطبة المنصور ، ومصدرها في البحوث التمهيديّة.