وجاء إياس بن ضارب إلى ابن مطيع فقال له : لست آمن المختار ، فابعث إليه فليأتك ، فإذا جاءك فاحبسه في سجنك حتّى يستقيم أمر الناس ، فإنّ عيوني قد أتتني فخبّرتني أنّ أمره قد استجمع له ، وكأنّه قد وثب بالمصر.
قال : فبعث إليه ابن مطيع زائدة بن قدامة ، وحسين بن عبد الله البرسمي من همدان فدخلا عليه فقالا : أجب الأمير. فتعلل لهما بوعكة أصابته ، فأقبلا إلى ابن مطيع فأخبراه بعلّته وشكواه ، فصدقهما ولَها عنه.
الثورة الشعبيّة للمستضعفين من شيعة علي عليهالسلام :
قال الطبري : وفي هذه السنة (سنة ٦٦) وثب المختار بمَنْ كان بالكوفة من قتلة الحسين عليهالسلام والمشايعين على قتله ، فقتل مَنْ قدر عليه منهم ، وهرب من الكوفة بعضهم فلم يقدر عليه.
اجتمع رأي المختار وأصحابه على أن يخرجوا ليلة الخميس لأربع عشرة من ربيع الأوّل سنة ست وستين.
نُمِّي الخبر إلى إياس بن مضارب العجلي ، وهو صاحب شرطة عبد الله بن مطيع ، فدخل عليه وقال له : إنّ المختار خارج عليك لا محالة ، فأرسل ابن مطيع إلى قواده وجمعهم ، وطلب منهم أن يكفي كلّ رجل منهم ناحيته.
بعث زحر بن قيس إلى جبَّانة كندة ،
وبعث شمر بن ذي الجوشن إلى جبَّانة سالم ،
وبعث يزيد بن الحارث بن رويم (أبو حوشب) إلى جبَّانة مراد ،
وبعث شبث بن ربعي إلى السَّبخة ،
وبعث غيرهم إلى أماكن أُخرى.
وأمر المختار بلأن ينادى بشعار : يا لثارات الحسين.
وخرج إبراهيم بن الأشتر بكتيبة وهو يقول :