ذكر هشام بن محمد عن أبي مخنف قال : حدّثني أبو الصلت ، عن أبي سعيد الصيقل قال : مضينا مع إبراهيم بن الأشتر ونحن نريد عبيد الله بن زياد ومَنْ معه من أهل الشام ، فخرجنا مسرعين لا ننثني ، نريد أن نلقاه قبل أن يدخل أرض العراق.
قال المسعودي : ثمّ التقى الجيشان بالخازر ، فكانت بينهم وقعة عظيمة قُتل فيها عبيد الله بن زياد ، والحصين بن نمير السكوني ، وشرحبيل بن ذي الكلاع ، وابن حوشب ذي الظليم ، وعبد الله بن إياس السلمي ، وأبو أشرس ، وغالب الباهلي ، وأشراف أهل الشام.
قال الطبري : قال ابن الأشتر لأصحابه : قتلت رجلاً وجدت منه رائحة المسك ، شرقت يداه وغربت رجلاه ، تحت راية منفردة على شاطئ نهر خازر ، فالتمسوه فإذا هو عبيد الله بن زياد.
المختار يحيي مدرسة علي عليهالسلام في الكوفة :
ثار المختار في ١٤ ربيع الأوّل سنة ٦٦ ، وقُتل رحمهالله في ١٤ رمضان سنة ٦٧ ، وقال ابن خياط : سنة ٦٨ هـ ، فكانت مدّة ولايته ثمانية عشر شهراً (١) ، وهي قصيرة جدّاً ، غير أنّها حقّقت أعظم الإنجازات على مستوى خطّة الحسين عليهالسلام :
١ ـ فقد أقامت تجربة حكم عادلة في الكوفة ، استعادت فيها مدرسة علي في الكوفة والبلاد التابعة لها شمالاً وشرقاً أنفاسها بعد اختناق كاد يقضي عليها دام خمس عشرة سنة تقريباً ، ونشطت البقية الباقية من أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله الذي اتبعوا علياً ، والبقية الباقية ممّن تربّى على يد علي ونهل من علمه ؛ ليثقفوا الجيل الجديد بأحاديث النبي صلىاللهعليهوآله في أهل بيته عليهمالسلام ، وبسيرة النبي صلىاللهعليهوآله الصحيحة وسيرة علي عليهالسلام. وبسبب هذه الفترة القصيرة امتد البناء الثقافي العلوي للكوفة ، وعبر أخطر عملية تذويب واحتواء قام بها ابن الزبير والحجّاج من بعده في العراق ، وبقيت الكوفة تحتل الثقل الأكبر في رواية أحاديث النبي صلىاللهعليهوآله في فضل أهل البيت عليهمالسلام ، ورواية تراث علي عليهالسلام وخطبه.
__________________
(١) تاريخ خليفة بن خياط.