العراق تحت إمرة الحجاج
قُتل عبد الله بن الزبير على يد الحجّاج ، وولّى عبد الملك الحجّاج الحجاز واليمن واليمامة مدّة سنتين ، ابتدأت بقتل ابن الزبير في ١٧ جمادى الثانية سنة ٧٣ هجرية ، وانتهت برجب سنة ٧٥ هجرية ، وبعدها جعله عبد الملك والياً على العراق بعد وفاة أخيه بشر بن مروان في رجب سنة ٧٥ هجرية ، واستمرت ولايته إلى شوال سنة ٩٥ هجرية.
روى اليعقوبي أنّ عبد الملك كتب إلى الحجّاج : أمّا بعد يا حجّاج ، فقد ولّيتك العراقين صدقة ، فإذا قدمت الكوفة فطَأْها وطأة يتضاءل منها أهل البصرة (١).
ولمّا قدم الحجّاج العراق استعان بوُلد المغيرة بن شعبة
فولّى عروة بن المغيرة الكوفة.
وولّى حمزة بن المغيرة همدان.
وولّى مُطرِّف بن المغيرة المدائن.
وفي أوّل خطّبة خطبها الحجّاج بالكوفة قال لهم :
إنّكم أهل بغي وخلاف ، وشقاق ونفاق ، طالما أوضعتم في
الضلال ، وسننتم سنن البغي ... وإيّاي وهذه الزرافات والجماعات
وكان ويكون ، وما أنتم وذاك؟ إنّي أرى الدماء بين العمائم واللحى
والذي نفس الحجّاج بيده ، لتسلكنّ طريق الحقّ
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٧٣.