قال : إذاً أقتلك. قال : وإن قتلتني فوالله ما بقي من عمري إلاّ ظمأ حمار (١) ، وإنّي لأنتظر الموت صباح مساء.
قال : اضربوا عنقه.
فضربت عنقه.
مقتل كميل بن زياد :
قال ابن أبي الحديد (٢) : هو كميل بن زياد بن سهيل بن هيثم بن سعد بن مالك بن الحارث بن صهبان بن سعد بن مالك بن النخع ، كان من أصحاب علي عليهالسلام وشيعته وخاصته ، وقتله الحجّاج على المذهب فيمَنْ قُتل من الشيعة.
وقال ابن حجر (٣) : كميل بن زياد النخعي التابعي الشهير ، له إدراك ، قال ابن أبي خيثمة وخليفة بن خياط : مات سنة اثنتين وثمانين من الهجرة ، زاد بن أبي خيثمة : وهو ابن سبعين سنة بتقديم السين فيكون قد أدرك من الحياة النبويّة ثماني عشرة سنة. وروى عن عمر وعلي وابن مسعود وغيرهم. قال ابن سعد : شهد صفين مع علي ، وكان شريفاً مطاعاً ، ثقة قليل الحديث ، ووثقه ابن معين وجماعة. وقال ابن عمار : كان من رؤساء الشيعة. وأخرج ابن أبي الدنيا من طريق الأعمش قال : دخل الهيثم بن الأسود على الحجّاج ، فقال له : ما فعل كميل بن زياد؟ قال : شيخ كبير في البيت. قال : فأين هو؟ قال : ذلك شيخ كبير خرِف. فدعاه ، فقال له : أنت صاحب عثمان؟ قال : ما صنعت بعثمان لطمني فطلبت القصاص فأقادني فعفوت. قال : فأمر الحجّاج بقتله.
وقال جرير عن مغيرة : طلب الحجّاج كميل بن زياد فهرب منه ، فحرم قومه عطاءهم ، فلمّا رأى كميل ذلك قال : أنا شيخ كبير قد نفد عمري ، لا ينبغي أن أحرم قومي
__________________
(١) ظمأ حمار : أي شيء يسير ، وإنّما خصّ الحمار ؛ لأنّه أقل الدواب صبراً عن الماء.
(٢) شرح نهج البلاغة ـ ابن أبي الحديد ١٧ / ١٤٩.
(٣) الإصابة ـ ابن حجر ٥ / ٤٨٥.