خلال سنتين ونصف عشرة آلاف ، ثمّ غدرت قريش بشروط الصلح ، وفاجأها النبي صلىاللهعليهوآله بجيش قوامه عشرة آلاف مسلم ، ونصر الله تعالى نبيّه ودخلت قريش الإسلام وهي راغمة.
عهد خلافة قريش المسلمة :
خطّطت قريش المسلمة للالتفاف على الإسلام واحتوائه بعد النبي صلىاللهعليهوآله تحت شعار (حسبنا كتاب الله) في حياة النبي صلىاللهعليهوآله من أجل فصل الكتاب عن السنّة. ونجحت في استلاب السلطة من صاحبها الشرعي الإمام علي عليهالسلام ، (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَو قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ) آل عمران / ١٤٤ ، وفرضت على المسلمين أن تكون الإمامة الدينية والسياسية في رجالات قريش وليست في أهل البيت عليهمالسلام ، وأعادت الأمر جاهليّة باسم الإسلام. وقال رجالاتها في السقيفة : إنّ العرب لا ترضى أن يكون هذا الأمر في غير قريش. ثمّ فرضت بيعة أبي بكر ثمّ عمر ثمّ عثمان بالقوّة (١) ، وكانت سياستهم هي أن تتداول بطون قريش وقبائلها الإمامة الدينية
__________________
(١) روى البخاري بسنده عن عمر بن الخطاب وهو يتحدّث عن مجريات الاُمور في السقيفة قال : فكثر اللغط ، وارتفعت الأصوات ، حتّى فرّقت من الاختلاف ، فقلت : ابسط يدك يا أبا بكر ، فبسط يده ، فبايعته وبايعه المهاجرون ، ثمّ بايعته الأنصار. ونَزَوْنا على سعد بن عبادة ، فقال قائل منهم : قتلتم سعد بن عبادة! فقلت : قتل الله سعد بن عبادة. وروى الطبري في تاريخه ٤ / ٢٢٤ ، عن عمر بن شبة بسنده عن عمر بن ميمون : قال عمر لأبي طلحة الأنصاري : اختر خمسين رجلاً من الأنصار ، فاجمع هؤلاء الرهط في بيت حتّى يختاروا رجلاً منهم ، فإن اجتمع خمسة ورضوا رجلاً وأبى واحد فاشدخ رأسه ، وإن اتّفق أربعة فرضوا رجلاً منهم وأبى اثنان فاضرب [رأسيهما] ، فإن رضي ثلاثة رجلاً منهم وثلاثة رجلاً منهم فحكّموا عبد الله بن عمر ، فأي الفريقين حكم له فليختاروا رجلاً منهم ، فإن لم يرضوا بحكم عبد الله بن عمر فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف ، واقتلوا الباقين إن رغبوا عمّا اجتمع عليه الناس. وفي طبقات ابن سعد ٣ / ٣٤٢ بسنده عن سماك : أنّ عمر قال للأنصار : ادخلوهم بيتاً ثلاثة أيام ، فإن استقاموا وإلاّ فادخلوا عليهم فاضربوا أعناقهم. وفي أنساب الأشراف للبلاذري ٤ / ٥٠٣ ، قال عمر : ليتبع الأقل الأكثر ، فمَنْ خالفكم فاضربوا عنقه. ومثله في كنز العمال ١٢ / ٦٨١. وقال عبد