واذكروا مصرعَ الحسينِ وزيدٍ |
|
وقتيلاً بجانبِ المهراسِ |
والقتيل الذي بحرّان أضحى |
|
ثاوياً بين غربةٍ وتناسي |
نعمَ شبلُ الهراش مولاك شبلٌ |
|
لو نجا من حبائلِ الإفلاسِ (١) |
فأمر بهم عبد الله فشدخوا بالعمد ، وبسطت البسط عليهم وجلس عليها ، ودعا بالطعام وأنّه ليسمع أنين بعضهم حتّى ماتوا جميعاً ، وقال لشبل : لولا أنّك خلطت شعرك بالمسألة لأغنمتك أموالهم ، ولعقدت لك على جميع موالى بني هاشم.
قال أبو العباس : فأمّا سديف ، فإنّه لم يقم هذا المقام ، وإنّما قام مقاماً آخر ، دخل على أبي العباس السفاح ، وعنده سليمان بن هشام بن عبد الملك ، وقد أعطاه يده فقبلها وأدناه ، فأقبل على السفاح ، وقال له :
لا يغرنّك ما ترى من رجالٍ |
|
إنّ تحتَ الضلوعِ داءً دويّا |
فضع السيفَ وارفعِ السوطَ حتى |
|
لا ترى فوقَ ظهرها اُمويّا |
فقال سليمان : ما لي ولك أيّها الشيخ؟! قتلتني قتلك الله!
فقام أبو العباس فدخل ، وإذا المنديل قد ألقى في عنق سليمان ثمّ جرّ فقُتل.
فأمّا سليمان بن يزيد بن عبد الملك بن مروان فقُتل بالبلقاء ، وحُمل رأسه إلى عبد الله بن علي.
أخبار متفرّقة في انتقال الملك من بني اُميّة إلى بني العباس :
وذكر صاحب مروج الذهب أنّه أرسل عبد الله أخاه صالح بن علي ومعه عامر بن إسماعيل ، أحد الشيعة الخراسانية إلى مصر ، فلحقوا مروان ببوصير ، فقتلوه وقتلوا كلّ مَنْ
__________________
(١) قال أبو العباس : الرقلة : النخلة الطويلة. والأواسي : جمع آسية ، وهي أصل البناء كالأساس. وقتيل المهراس : حمزة عليهالسلام ، والمهراس : ماء باُحد. وقتيل حرّان : إبراهيم الإمام.