والسياسية ويمنعونها بني هاشم (١).
رفع الخلفاء القرشيّون الثلاثة شعار (حسبنا كتاب الله) ، وأنَّ العرب لا ترضى أن يكون هذا الأمر في غير قريش ، في قبال شعار النبي صلىاللهعليهوآله : «إنّي تارك فيكم الثقلين ؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي». واجتهد الخلفاء القرشيون الثلاثة بأمور خالفوا فيها سنّة النبي صلىاللهعليهوآله ، وكان من أكثر اجتهاداتهم ضرراً على الإسلام والمسلمين منعهم نشر حديث النبي صلىاللهعليهوآله وتفسير القرآن ، وإحراقهم مدوّنات الصحابة في الحديث ، وفسح المجال لعلماء أهل الكتاب الذين أسلموا من نشر أساطيرهم بين المسلمين باسم الإسلام. وكان من أبرز مخالفاتهم لسنّة النبي صلىاللهعليهوآله بعد نكثهم وصيته صلىاللهعليهوآله في علي عليهالسلام هو تحريمهم متعة الحج. وفي ضوء هذه الاجتهادات الخاطئة فتحت البلاد شرقاً وغرباً ، وتعلّم أهل البلاد المفتوحة الإسلام على
__________________
الرحمن لعلي : بايع وإلاّ ضربت عنقك. أنساب الأشراف ٤ / ٥٠٨. واللفظ في صحيح البخاري ٩ / ٩٨ ، فلا تجعل على نفسك سبيلاً.
(١) قال الطبري : حدَّثني ابن حميد قال : حدَّثنا سلمة ، عن محمّد بن إسحاق ، عن رجل ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : بينما عمر بن الخطاب وبعض أصحابه يتذاكرون الشعر ، فقال بعضهم : فلان أشعر. وقال بعضهم : بل فلان أشعر. قال : فأقبلتُ ، فقال عمر : قد جاءكم أعلم الناس بها. فقال عمر : مَنْ شاعر الشعراء يابن عباس؟ قال : فقلت : زهير بن أبي سلمى. فقال عمر : هلمّ من شعره ما نستدلّ به على ما ذكرت. فقلت : امتدح قوماً من بني عبد الله بن غطفان ، فقال :
لو كانَ يقعدُ فوقَ الشمسِ من كرمٍ |
|
قومٌ بأوّلهم أو مجدهم قعدوا |
قومٌ أبوهم سنانٌ حين تنسِبُهم |
|
طابوا وطابَ من الأولادِ ما ولدوا |
إنسٌ إذا أمنوا ، جنٌ إذا فزعوا |
|
مرزَّؤونَ بهاليلٌ إذا حشدوا |
محسَّدونَ على ما كانَ من نعمٍ |
|
لا ينزع اللهُ منهم ما لهُ حُسِدوا |
فقال عمر : أحسن ، وما أعلم أحداً أولى بهذا الشعر من هذا الحي من بني هاشم ؛ لفضل رسول الله وقرابتهم منه. فقلت : وُفّقت يا أمير المؤمنين ، ولم تزل موفّقاً. فقال : يابن عباس ، أتدري ما منع قومكم منهم بعد محمّد؟ فكرهت أن أجيبه ، فقلتُ : إن لم أكن أدري فأمير المؤمنين يدريني. فقال عمر : كرهوا أن يجمعوا لكم النبوّة والخلافة ، فتبجّحوا على قومكم بجحاً بجحاً ، فاختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت. الطبري ٤ / ٢٢٢ ـ ٢٢٤.