والمقداد ونظراؤهم أن يبدؤوا نشر الحديث النبوي ، ويعرِّفوا الناس بمفتاح العلم والهداية بعد النبي صلىاللهعليهوآله وهم أهل بيته عليهمالسلام.
انتهى الانشقاق الداخلي لقريش بنجاح طرف عائشة وطلحة في التحريض على عثمان ، ثمّ نجاحهم في قتل عثمان ، وكانوا يترقّبون أن يتّجه الناس إلى طلحة ليبايعوه ، غير أنّهم فوجئوا أنّ الناس اتّجهوا إلى علي عليهالسلام ، يقودهم عمّار وأبو الهيثم بن التّيهان وأبو سعيد الخُدري وغيرهم من الصحابة الأنصار ، ومعهم مالك الأشتر ونظراؤه من التابعين ، وأصرّوا على علي عليهالسلام أن يبايعوه.
وقام علي عليهالسلام بواجبه كوصي للنبي صلىاللهعليهوآله ، وإمام هدى بأمر الله تعالى ، وشاهد إلهي على الناس ، مسؤول عن حفظ الرسالة ونشرها في المجتمع خير قيام ؛ [حيث] نهض بالأمر بعد قتل عثمان وبيعة الأمّة له ، فأكمل عمله الذي بدأه في اُخريات عهد عثمان ؛ أكمل نشر سنّة النبي صلىاللهعليهوآله وإحياء العمل بها ، والحثّ على تدوينها ، والمنع من التحديث بالأساطير الإسرائيلية ، وتثقف الناس ثقافة إسلاميّة صحيحة. ولم تطب قريش بذلك نفساً فنكثت بيعة علي ، وعملت على تفريق الأمّة ، وتصدّى لذلك وجوه قريش آنذاك ، وهم ؛ عائشة وطلحة ، والزبير ومعاوية ، وحاربوه في البصرة في الحرب المعروفة بحرب الجمل. ولمّا انكسروا فيها التفّوا حول معاوية في الشام وحاربه في صفّين ، ثمّ وقعت الفتنة
__________________
عن سعيد بن المسيب قال : حجّ علي وعثمان ، فلمّا كنّا ببعض الطريق نهى عثمان عن التمتّع ، فقال علي عليهالسلام : «إذا رأيته ارتحل فارتحلوا». فلبّى علي وأصحابه بالعمرة .... قال الإمام السندي بهامشه : قال : «إذا رأيتموه قد ارتحل فارتحلوا» ، أي ارتحلوا معه ملبّين بالعمرة ؛ ليعلم أنّكم قدّمتم السنّة على قوله ، وأنّه لا طاعة له في مقابل السنّة. وفي صحيح البخاري ، وسنن النسائي ، وسنن الدارمي ، وسنن البيهقي ، ومسند أحمد ، ومسند الطيالسي وغيرها ، عن علي بن الحسين عليهماالسلام ، عن مروان بن الحكم قال : شهدت عثمان وعلياً ، وعثمان ينهى عن المتعة وأن يجمع بينهما ، فلمّا رأى علي عليهالسلام أهلّ بهما «لبيك بعمرة وحجّة معاً». قال : «ما كنت لأدع سنّة النبي صلىاللهعليهوآله لقول أحد». وفي لفظ النسائي : فقال عثمان : أتفعلها وأنا أنهى عنها؟ فقال علي عليهالسلام : «لم أكن لأدع سنّة رسول الله لأحد من الناس». انظر تفصيل المصادر في كتابنا شبهات وردود ط ٤ / ٢١٤ ـ ٢٢٤ بحث متعة الحج.