كانت قريش بعد وفاة عبد المطلب بعد أن ميَّزه الله تعالى بقصّة الفيل ، وأبرزه أولى بإبراهيم ودينه قد عرضت نفسها على أنّها أولى الناس بمقام إبراهيم وبدينه ، ومن ثمّ يتعين على الناس أخذ أحكام الحجّ من قريش ، وخضعت الناس لقريش في ذلك حتّى بعث الله تعالى محمداً صلىاللهعليهوآله وميّز بني هاشم على غيرهم مرّة أخرى.
وهي أيضاً نظير المعركة بين موسى وفرعون في مصر ، معركة حول التوحيد وليست حول السلطة ، فقد عرض فرعون نفسه على أنّه خليفة الله وشفيعه والهادي إلى دينه ورضاه في قبال آل يعقوب ، واستضعف ذرّية يعقوب لأجل عدم خضوعهم له في ذلك ، وبعث الله تعالى موسى ليميّز آل يعقوب من جديد ولينقذهم من العذاب المهين ويفتح الطريق لإمامتهم الهادية.
وكذلك المعركة الأساسية بين علي عليهالسلام والخلفاء القرشيين الثلاثة ، فقد كانت حول الهداية وليس حول السلطة ، علي يرفض بيعة أبي بكر ، ولو وجد أربعين ذوي عزم لجاهد ، وكذلك ليس لأجل الملك بل لأجل حفظ رسالة النبي صلىاللهعليهوآله من أن تعبث بها قريش المسلمة ، قريش التي جعلت من سيرة أبي بكر وعمر في عداد كتاب الله وسيرة النبي صلىاللهعليهوآله. وقد رفض علي أن يبايع ويصبح حاكماً على أساس ذلك ، ولمّا وجد الأنصار نهض وقاتل كما فعل النبي صلىاللهعليهوآله ، وانتشرت سنّة النبي صلىاللهعليهوآله من جديد في الجيل الذي حُرم منها ، ولولا علي عليهالسلام لم تنتشر.
وكذلك المعركة بين معاوية والحسن عليهالسلام لم تكن حول السلطة ، بمعنى إنّ الحسن عليهالسلام لم يصالح معاوية من أجل أن يرجع إليه الملك ، وإن كان هذا الملك من حقّه ، ولكنّه صالح حتّى يعالج انشقاق معاوية الذي كان يستبطن تحريف الدين ، إذ لولا الصلح لتعدّدت القبلة وتعدّد الكتاب.
وكذلك الأمر بين الحسين عليهالسلام ومعاوية ويزيد لم يكن رفض البيعة من الحسين عليهالسلام ثمّ أخذ البيعة من أهل الكوفة لأجل الملك ، كما فعل ابن الزبير حين رفض بيعة يزيد