قال الحاكم : هذا إسناد صحيح ، وهذا القائل للحسن بن علي هذا القول هو سفيان بن الليل صاحب أبيه (١).
أقول :
من الجدير ذكره أنّنا إذا حسبنا ملك بني اُميّة من سنة الصلح الذي تمّ بين الحسن عليهالسلام ومعاوية يكون مجموع الأشهر ألفاً واثنين وتسعين شهراً. وإذا حسبناها من بعد وفاة الحسن عليهالسلام وقد توفي آخر سنة ٤٩ يكون مجموع الأشهر تسعمئة وست وتسعين شهراً ، وهي أقرب إلى الألف من الأولى.
في ضوء ذلك تكون الألف شهر التي تملكها بنو اُميّة هي الفترة من وفاة الحسن عليهالسلام بداية سنة ٥٠ هجرية ، وليس من بداية الصلح وحتّى سنة ١٣٢ هجرية.
__________________
(١) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٨٦. أقول : وفي ضعفاء العقيلي ٢ / ١٧٥ : سفيان بن الليل : كوفي ، كان ممّن يغلو في الرفض ولا يصح حديثه. حدّثني يحيى بن عثمان بن صالح قال : حدّثنا نعيم بن حماد قال : حدّثنا محمّد بن فضيل ، عن السري بن إسماعيل ، عن الشعبي قال : حدّثني سفيان بن الليل قال : لمّا قدم الحسن بن على من الكوفة إلى المدينة أتيته ، فقلت : يا مذلّ المؤمنين. قال : «لا تقل ذاك يا سفيان ، فإنّي سمعت أبي يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : لا تذهب الأيام والليالي حتّى يملك رجل ، وهو معاوية ، والله ما أحب أنّ لي الدنيا وما فيها وأنّه يهراق فيَّ محجمة من دم. وسمعت أبي يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : مَنْ أحبّنا بقلبه وأعاننا بيده ولسانه كنت أنا وهو في عليِّين ، ومَنْ أحبّنا بقلبه وأعاننا بلسانه وكفَّ يده فهو في الدرجة التي تليها ، ومَنْ أحبّنا بقلبه وكف عنّا لسانه ويده فهو في الدرجة التي تليها». قال البدري : الشعبي متّهم بالوضع على الشيعة. وقال في لسان الميزان في ترجمة سفيان : إنّ حديثه انفرد به السري بن إسماعيل أحد الهلكى عن الشعبي. وقال أبو الفتح الأزدي : سفيان بن الليل له حديث لا تمضي الأمّة حتّى يليها رجل واسع البلعوم ، قال : وفي لفظ آخر واسع السرم (بالسين) ، يأكل ولا يشبع ، قال : وسفيان مجهول ، والخبر منكر ، انتهى. وبقيّة كلام الأزدي : وسفيان مجهول لا يحفظ له غير هذا. قال النباتي : حديثه لا يرويه إلاّ السري وهو لا شيء. وفي الطبقات ٦ / ٣٦٩ : السري بن إسماعيل الهمداني ، من الصائديين من أنفسهم ، وكان كاتباً للشعبي ، وروى عنه الفرائض وغير ذلك ، وولي السري قضاء الكوفة ، وكان قليل الحديث. قال ابن حبّان في المجروحين ١ / ٣٥٥ ، قال : كان يقلب الأسانيد ، ويرفع المراسيل.