ونحن حين نمعن النظر في بنود تلك السياسة نجدها جميعاً ممّا خالف فيه معاوية الكتاب وسنّة النبي صلىاللهعليهوآله ؛
فَلَعْنُ علي عليهالسلام ، وتربيةُ الناس على بغضه مخالفةٌ صريحة لما أَمَرَ به الله ورسوله في إيجاب مودّته وولايته.
والنهيُّ عن رواية أحاديث النبي صلىاللهعليهوآله في فضل عليٍّ عليهالسلام ومنزلته مخالفة صريحة لأمر النبي صلىاللهعليهوآله بتبليغ سنّته إلى مَنْ لم يسمعها.
ووضعُ الحديث في ذمّ علي عليهالسلام ، ومدح أناس لم يمدحهم النبي صلىاللهعليهوآله كذبٌ متعمَّدٌ على الرسول صلىاللهعليهوآله يستحق فاعله النار ؛ لقول النبي صلىاللهعليهوآله : «مَنْ كذب عليَّ متعمداً فليتبوّأ مقعده من النار» (١).
وترويعُ المؤمنين وإخافتهم ، وسجنهم وقتُّهم لأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر مخالفة لكتاب الله ورسوله ، استحق فاعلها النار بنصّ من القرآن (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) آل عمران / ٢١.
هذا مضافاً إلى مخالفات صريحة اُخرى لكتاب الله وسنّة نبيّه صلىاللهعليهوآله ، من قبيل : استلحاقِه زياد بن عبيد ، وهو ردٌ صريحٌ لقضاء رسول الله صلىاللهعليهوآله.
ومن قبيل أمره بترك التلبية نهارَ عرفة قبل الزوال (٢) ، وهو ردٌ صريحٌ لسنّة النبي في التلبية في الحج.
__________________
(١) صحيح البخاري ٢ / ٨١ ، و ٧ / ١١٨ طبعة دار الفكر ، صحيح مسلم ١ / ٨ طبعة دار الفكر.
(٢) روى النسائي في السنن الكبرى ، والحاكم في المستدرك ١ / ٦٣٦ : عن ميسرة بن حبيب ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير قال : كنّا مع ابن عباس بعرفات فقال : ما لي لا أسمع الناس يلبّون؟ فقلت : يخافون من معاوية ، فخرج ابن عباس من فسطاطه فقال : لبيك اللّهمّ لبيك ؛ فإنّهم قد تركوا السنّة من بعد علي. قال في تقريب التهذيب : ميسرة بن حبيب النهدي بفتح النون أبو حازم الكوفي صدوق من السابعة بخ د ت س.