ويقرّرون عليهنّ الضرائب ، فيكتسبن بالفجور ، وكانوا يلحقون النسب بالزناة إذا ادّعوا الولد. وكان لزمعة أمّة وكان يلمّ بها ، فظهر بها حمل زعم عتبة بن أبي وقاص أنّه منه ، وعهد إلى أخيه سعد أن يستلحقه ، فخاصم فيه عبد بن زمعة ، فقال له سعد : هو ابن أخي على ما كان عليه الأمر في الجاهليّة. وقال عبد : هو أخي على ما استقر عليه الأمر في الإسلام ، فأبطل النبي صلىاللهعليهوآله حكم الجاهليّة وألحقه بزمعة ، وقال : «الولد للفراش وللعاهر الحجر» (١).
__________________
(١) روى البخاري قال : حدّثنا يحيى بن قزعة ، حدّثنا مالك ، عن بن شهاب ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة (رضي الله تعالى عنها) قالت : كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد بن أبي وقاص أنّ ابن وليدة زمعة منّي فاقبضه. قالت : فلمّا كان عامّ الفتح أخذه سعد بن أبي وقاص وقال : ابن أخي قد عهد إليّ فيه. فقام عبد بن زمعة فقال : أخي وابن وليدة أبي ولد على فراشه. فتساوقا إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، فقال سعد : يا رسول الله ، ابن أخي كان قد عهد إليّ فيه. فقال عبد بن زمعة : أخي وابن وليدة أبي ولد على فراشه. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «هو لك يا عبد بن زمعة». ثمّ قال النبي صلىاللهعليهوآله : «الولد للفراش وللعاهر الحجر». ثم قال لسودة بنت زمعة زوج النبي صلىاللهعليهوآله : «احتجبي منه» ؛ لِما رأى من شبهه بعتبة ، فما رآها حتّى لقي الله (مختصر صحيح البخاري ٢ / ٧٢٤). وروى أبو داود حدّثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا مهدي بن ميمون أبو يحيى ، ثنا محمّد بن عبد الله بن أبي يعقوب ، عن الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي بن أبي طالب (رضي الله تعالى عنه) ، عن رباح قال : زوّجني أهلي أمة لهم رومية ، فوقعت عليها فولدت غلاماً أسود مثلي فسمّيته عبد الله ، ثمّ وقعت عليها فولدت غلاماً أسود مثلي فسمّيته عبيد الله. ثمّ طبن لها غلام لأهلي رومي يُقال له : يوحنه ، فراطنها بلسانه فولدت غلاماً كأنّه وزغة من الوزغات ، فقلت لها : ما هذا؟ فقالت : هذا ليوحنه. فرفعنا إلى عثمان ـ أحسبه قال : مهدي ـ قال : فسألهما فاعترفا ، فقال لهما : أترضيان أن أقضي بينكما بقضاء رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قضى أنّ الولد للفراش ، وأحسبه قال : فجلدها وجلده وكان مملوكين. (سنن أبي داود ٢ / ٢٨٣). وروى أحمد قال : حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، ثنا محمّد بن جعفر ، ثنا سعيد ويزيد بن هارون ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن شهر بن حوشب ، عن عبد الرحمن بن غنم ، عن عمرو بن خارجة قال : خطبنا رسول الله صلىاللهعليهوآله بمنى وهو على راحلته ... فقال : «... الولد للفراش وللعاهر الحجر ، ألا ومَنْ ادّعى إلى غير أبيه أو تولّى غير مواليه رغبة عنهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً» (مسند أحمد ٤ / ٢٣٨).