قال ابن الأثير :
كان استلحاق معاوية لزياد أوّل ما رُدّت أحكام الشريعة علانية ... ، ثمّ ذكر اعتذار البعض عن معاوية ، ثمّ علق عليه قائلاً : وهذا مردود لاتّفاق المسلمين على إنكاره (١).
روى ابن عساكر عن سعيد بن المسيب أنّه قال : أوّل مَنْ ردّ قضاء رسول الله دعوة معاوية في زياد (٢).
معاوية يستصفي الذهب والفضة من الغنائم :
روى الطبراني (٣) قال : استعمل الغفاري على خراسان ، فبلغ ذلك عمران بن الحصين ، فطلب الحكم حتّى لقيه ، فقال : ما زلت أطلبك منذ اليوم ؛ إنّك بعثت على أمر عظيم ، أتذكر يوم قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «لا طاعة لمخلوق في معصية الله»؟ قال : نعم. قال عمران : الله أكبر! حسبت نسيت.
وفي رواية أحمد ، عن الحسن : أنّ زياداً استعمل الحكم بن عمرو الغفاري على جيش ، فلقيه عمران بن حصين في دار الإمارة بين الناس ، فقال : هل تدري فيما جئتك؟ أما تذكر أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله لمّا بلغه الذي قال له أميره : فقم فقع في النار ، فقام الرجل ليقع فاُدرك فأمسك ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : «لو وقع فيها لدخلا النار ؛ لا طاعة لمخلوق في معصية الله تبارك وتعالى» (٤).
ويتضح الهدف من تذكير عمران للحكم من الرواية التالية :
روى الحاكم قال : حدّثني أبو بكر بن بالويه ، ثنا محمّد بن أحمد بن النضر ، ثنا معاوية بن عمرو ، عن أبي إسحاق الفزاري ، عن هشام ، عن الحسن قال : بعث زياد الحكم بن
__________________
(١) الكامل في التاريخ ٣ / ٤٤٥.
(٢) مختصر تاريخ دمشق ٩ / ٧٨.
(٣) في المعجم الكبير ١٨ / ١٨٤.
(٤) المسند أحمد بن حنبل ٥ / ٦٦ ، ٣ / ٥٠١.