قال : فتنهانا عن قراءة القرآن؟ قال : لا. قال : فتنهانا عن تأويله؟ قال : نعم. قال : فنقرأه ولا نسأل عمّا عنى الله به؟ قال : نعم. قال : فأيهما أوجب علينا قراءته أو العمل به؟ قال : العمل به. قال : فكيف نعمل به حتّى نعلم ما عنى الله بما أنزل علينا؟
قال : سل عن ذلك من يتأوّله على غير ما تتأوّله أنت وأهل بيتك. قال : إنّما أنزل القرآن على أهل بيتي ، فأسأل عنه آل أبي سفيان وآل أبي معيط؟!
قال : فاقرؤوا القرآن ولا ترووا شيئاً ممّا أنزل الله فيكم ، وممّا قال رسول الله ، وارووا ما سوى ذلك.
قال ابن عباس : قال الله تعالى : (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأبَى اللَّهُ إِلاّ إنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوكَرِهَ الْكَافِرُونَ) التوبة / ٣٢.
قال معاوية : يابن عباس ، اكفني نفسك وكفّ عنّي لسانك ، وإن كنت لا بد فاعلاً فليكن سرّاً ، ولا تسمعه أحداً علانية (١).
اختلاق أخبار قبيحة في علي وأهل بيته عليهمالسلام :
قال أبو جعفر الإسكافي (ت ٢٢٠) :
إنّ معاوية وضع قوماً من الصحابة ، وقوماً من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي عليهالسلام تقتضي الطعن فيه والبراءة منه ، وجعل لهم على ذلك جُعَلاً يُرغب في مثله ، فاختلقوا ما أرضاه ؛ منهم أبو هريرة ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، ومن التابعين عروة بن الزبير (٢).
__________________
(١) كتاب سليم بن قيس ٢ / ٧٨٢.
(٢) ومرة الهمداني ، والأسود بن يزيد ، ومسروق الأجدع ، وأبو وائل شقيق ابن سلمة ، وأبو عبد الرحمن السُّلمي