ويذكر فيها ولد فاطمة عليهاالسلام وينحى عليهم ويذمّهم ، وقد بالغ حين ذمّ علياً عليهالسلام ونال منه ، وأوّلها :
ويا حبذا جُمْلٌ وإن صُرِمَتْ حبلي |
|
سلام على جُمْلٍ وهيهات من جُمْلِ |
ثم يقول فيها :
أباه ذوو الشورى وكانوا ذوي عدلِ |
|
أبوكمُ عليٌّ كان أفضلَ منكمُ |
وساء رسولَ الله إذ ساء بنتَهُ |
|
بخطبته بنتَ اللعين أبي جهلِ |
أراد على بنت النبي تزوُّجاً |
|
ببنت عدوِّ الله يا لك من فعلِ |
فذمَّ رسولُ الله صهرَ أبيكمُ |
|
على منبر الإسلام بالمنطق الفصلِ |
وحكَّم فيها حاكمَيْنِ أبوكُمُ |
|
هما خلعاه خلع ذي النعل للنعلِ |
وقد باعها من بعده الحسنُ ابنُهُ |
|
فقد أُبطلت دعواكم الرثة الحبلِ |
وخلَّيتموها وهي في غير أهلِها |
|
وطالبتموها حين صارت إلى أهلِ (١) |
__________________
(١) الأغاني ـ لأبي الفرج الأصفهاني ٢٣ / ٢١٤ ـ ٢١٥ ، والأصفهاني يرويها لمروان بن أبي حفصة الأصغر ، وهو مروان بن أبي الجنوب بن مروان الأكبر بن أبي حفصة ، وأنّه أنشدها للمتوكّل العباسي ، وأنّها من مشهور شعره. أمّا ابن أبي الحديد في شرح النهج ٤ / ٦٣ ـ ٦٤ ، فيرويها لجدّه مروان الأكبر ، والذي يظهر أنّها للجدّ ؛ إذ إنّ الحفيد كان يروي شعر جدّه ويتشبه به في الشعر ، ويتقرّب إلى المتوكّل بهجاء آل أبي طالب كما ذكر الأصفهاني ، ولمّا أفضت الخلافة إلى المنتصر تجنّب مذهب أبيه وطرد مروان الأصغر ، وقال : والله لا أذنت للكافر ابن الزانية ، أليس هو القائل : وحكّم فيها حاكمَين أبوكُمُ هما خلعاه خلع ذي النعلِ للنعل؟! الأغاني ٢٣ / ٢١٤ و ٢١٩. قال المسعودي في مروج الذهب ٤ / ٥١ ـ ٥٢ : وكان آل أبي طالب قبل خلافة المنتصر في محنة عظيمة وخوف على دمائهم ، قد مُنعوا زيارة قبر الحسين والغري من أرض الكوفة ، وكذلك مُنع غيرهم من شيعتهم حضور هذه المشاهد ، وكان الأمر بذلك من المتوكِّل سنة ست وثلاثين ومئتين ، وفيها أمر المعروف باذيريج بالسير إلى قبر الحسين بن علي (رضي الله تعالى عنهما) وهدمه ومحو أرضه وإزالة أثره ، وأن يعاقب مَنْ وجد به. فبذل الرغائب لمَنْ تقدّم على هذا القبر ، فكلٌّ خشي العقوبة وأحجم ، فتناول الباذيريج مسحاة وهدم أعالي قبر الحسين عليهالسلام ، فحينئذ أقدم الفعلة فيه ... ولم تزل الاُمور على ما ذكرنا إلى أن استخلف المنتصر سنة ٢٤٧ هجرية ، فأمن الناس وتقدَّم بالكفِّ عن آل أبي طالب ، وترك البحث عن أخبارهم ،