معاوية فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة إلاّ كتب اسمه وقرّبه وشفّعه ، فلبثوا في ذلك حيناً.
قال المدائني :
ثمّ كتب إلى عمّاله : إنّ الحديث في عثمان قد كثر ، وفشا في كلّ مصر ، وفي كلّ وجه وناحية ، فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة ، والخلفاء الأوّلين ، ولا تتركوا خبراً يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلاّ واتوني بمناقض له في الصحابة ؛ فإنّ هذا أحبّ إليّ وأقرّ لعيني ، وأدحض لحجّة أبي تراب وشيعته ، وأشدّ عليهم من مناقب عثمان وفضله.
فقُرئت كتبه على الناس ، فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها ، وجرى الناس في رواية ما يجري هذا المجرى حتّى أشادوا بذكر ذلك على المنابر ، وألقي إلى معلمي الكتاتيب فعلّموا صبيانهم وغلمانهم من ذلك الكثير الواسع حتّى رووه وتعلّموه كما يتعلّمون القرآن ، وحتى علّموه بناتهم ونساءهم وخدمهم وحشمهم … ومضى على ذلك الفقهاء والقضاة والولاة (١).
أقول : وممّا وضع في فضل معاوية :
ما رواه أحمد قال : حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، ثنا علي بن بحر ، ثنا الوليد بن مسلم (ت سنة ١٩٥) ، ثنا سعيد بن عبد العزيز ، عن ربيعة بن يزيد ، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة الأزدي ، عن النبي صلىاللهعليهوآله أنّه ذكر معاوية وقال : اللّهمّ اجعله هادياً مهديّاً واهدِ به (٢).
__________________
(١) المصدر نفسه ..
(٢) مسند أحمد ٤ / ٢١٦ ، جامع الترمذي ٥ / ٦٨٧ ، المعجم الأوسط ١ / ٣٨٠ ، الآحاد والمثاني ٢ / ٣٥٨ ، مسند الشاميين ١ / ١٨١.