الجيش والشرطة :
اعتمد معاوية في خطته لغربلة الجيش وقوى الأمن الداخلي في الكوفة من كلّ شيعي فيه ، واستبداله بشيعة بني اُميّة بمرحلتين أساسيتين :
المرحلة الأولى : في حياة الإمام الحسن عليهالسلام :
ويبدو أنّ أهم وسيلة اعتمدها معاوية في هذه المرحلة هي مقاتلة الخوارج وملاحقتهم ؛ فإنّ المخلصين والواعين من الشيعة كانوا يمتنعون من مقاتلة الخوارج ؛ للكلام المأثور عن علي عليهالسلام : «لا تقاتلوا الخوارج بعدي ؛ فإنّه ليس مَنْ طلب الحقّ فأخطأه كمَنْ عرف الباطل وأصابه» (١). وقال عليهالسلام : «إن خرجوا على إمام عادل فقاتلوهم ، وإن خرجوا على إمام جائر فلا تقاتلوهم ؛ فإنّ لهم بذلك مقالاً» (٢).
المرحلة الثانية : بعد وفاة الإمام الحسن عليهالسلام :
وكان اُسلوب الغربلة في هذه المرحلة يعتمد على سياسة الدولة في لعن علي عليهالسلام
__________________
(١) قال ابن عبد البر في الاستيعاب بترجمة خالد بن عرفطة : لمّا سلّم الأمر الحسن لمعاوية خرج عليه عبد الله بن أبي الحوساء في جمادى سنة ٤١ بالنخيلة ، فبعث إليه معاوية خالد بن عرفطة العذري حليف بني زهرة في جمع من أهل الكوفة (أيضاً تاريخ خليفة بن خياط / ٢٠٣) ، ثمّ خرج حوثرة بن وداع ، فسرح إليه معاوية عبد الله بن عوف بن أحمر في ألف ، فقُتل حوثرة في جمادي الآخرة سنة ٤١ (تاريخ ابن خياط / ٢٠٤). ثمّ خرج فروة بن نوفل على المغيرة بعد رحيل معاوية ، فوجّه إليه المغيرة شبث بن رِبعي ، ويُقال : معقل بن قيس ، فقتله ، ثمّ خرج شبيب بن بَجَرَة ، خرج على المغيرة بالقُفِّ قريب الكوفة ، فبعث إليه المغيرة خالد بن عرفطة فقتله (وفي رواية ابن خياط وجّه إليه كثير بن شهاب الحارثي فقتله في أذربيجان). ثمّ خرج أبو مريم مولى بني الحارث بن كعب ، فوجّه إليه المغيرة جابراً البجلي فقتله ، ثمّ خرج أبو ليلى ومعه ثلاثون من الموالي ، بعث إليه المغيرة معقل بن قيس الرياحي فقتله (ابن الأثير ٣ / ٤١١ ـ ٤١٢) ، ثمّ خرج المستورد بن عُلِّفَة غرة شعبان سنة ٤٣ ، فبعث إليه المغيرة معقل بن قيس فقتله (ابن الأثير ٣ / ٤٢١) ، ثمّ خرج سهم بن غالب الهجيمي ومعه زياد بن مالك الخطيم بناحية البصرة ، فخرج إليهم عبد الله بن عامر (تاريخ ابن خياط / ٢٠٤).
(٢) مصنف ابن أبي شيبة ٨ / ٧٣٨.