ـ ٤ ـ
أ ـ شخصيّة يزيد
أمّا يزيد فقد كان على الضدّ مع أبيه في كلّ ما كان يحول بين الحسين عليهالسلام وبين الثورة على أبيه.
أ ـ شخصيّة يزيد
لقد كان يزيد من أبعد الناس عن الحذر والحيطة والتروّي.
كان إنساناً صغير العقل ، متهوراً ، سطحي التفكير ، «لا يهم بشيء إلاّ ركبه» (١).
واُسلوبه في معالجة المشاكل التي واجهته خلال حكمه يعزّز وجهة النظر هذه. اُسلوبه في معالجة ثورة الحسين عليهالسلام ، واُسلوبه في معالجة ثورة أهل المدينة ، واُسلوبه في معالجة ثورة ابن الزبير.
وتدلّ بعض الملاحظات التي ذكرها المؤرّخون عن حياته العاطفية أنّ هذا النزق والتهوّر ، والاستجابة السريعة العنيفة للانفعال ليس أموراً عارضة ، بل هي سمات أصيلة في شخصيته (٢).
ومن ثمّ فهو أبعد الناس عن أن يواجه ثورة الحسين عليهالسلام باُسلوب أبيه ، بل
__________________
(١) البلاذري : أنساب الأشراف ٤ / القسم الثاني / ١.
(٢) نفس المصدر والصفحة. والبيت الثالث يكشف عن خلق يزيد المنحل. وفي ص ٤ لاحظ البيت الرابع من أبياته في زوجته أم خالد ، وفي ص ١٠ ـ ١١ الأبيات الأربعة ، ففيها دلالة علي شذوذه الجنسي.