ـ ٥ ـ
موقف الحسين عليهالسلام من البيعة ليزيد
«ومات معاوية حين مات وكثير من الناس وعامة أهل العراق ـ بنوع خاص ـ يرون بغض بني اُميّة وحبّ أهل البيت لأنفسهم ديناً» (١).
فقد اكتشف المجتمع الإسلامي ما فيه الكفاية من عورات الحكم الاُموي ، وذاق طعم عذابه ، وخبر ألواناً من عسفه وظلمه في الأرزاق والكرامات ، وانزاحت عن بصيرته الغشاوة التي رانت عليها في أوّل عهد معاوية.
ولم يكن يزيد في مثل تروّي أبيه وحزمه واحتياطه للأمور ، ولم يلتزم اُسلوب أبيه في الاحتفاظ بالغشاء الديني مُسدلاً على أفعاله وتصرّفاته.
ولم يكن بين الحسن والحسين عليهماالسلام من جهة وبين يزيد من جهة اُخرى أي عهد أو ميثاق.
وهكذا فقد انزاحت بموت معاوية ووعي المجتمع الإسلامي جميع الأسباب التي كانت تحول بين الحسين عليهالسلام وبين الثورة في عهد معاوية ، وبدا الطريق إلى الثورة على الحكم الاُموي مُمهّداً أمام الحسين عليهالسلام.
* * *
__________________
(١) الفتنة الكبري ـ علي وبنوه ـ ٢٩٥.