ـ ١ ـ
تمهيد
لقد درسنا فيما تقدّم بعض جوانب ثورة الحسين عليهالسلام على الحكم الاُموي ، فدرسنا ظروفها الاجتماعيّة والنفسية ، ودرسنا أسبابها وغاياتها ، وفي خلال حديثنا هذا صحبنا الحسين عليهالسلام وآله وصحبه في كثير من مراحل عملهم الثوري ، ولم نتحدّث عن عنصر المأساة حديثاً واسعاً ؛ لأنّ ذلك ليس من همّنا كما ذكرنا بين يدي هذه الفصول ، واكتفينا من ذلك بالإشارة التي يقتضيها سياق البحث والاستنتاج.
ونريد الآن أن نتحدّث عن نتائج هذه الثورة وعن عطائها الإنساني ، هل غيّرت هذه الثورة شيئاً من مواقع المجتمع الذي انفجرت فيه؟ وهل حققت نصراً لصانعيها؟ وهل حطّمت أعداءها.
هذه أسئلة تثور على شفتي كلّ مَنْ يقرأ أو يسمع عن ثورة من الثورات ، ويتوقّف الحكم على الثورة بالنجاح أو الفشل على ما تقدّمه الوثائق من أجوبة على هذا الأسئلة ، فهل كانت ثورة الحسين عليهالسلام ناجحة ، أو أنّها كانت ثورة فاشلة ككثير من الثورات التي تشتعل ثمّ تنطفئ ، ولا تخلف وراءها إلاّ ذكريات حزينة تراود بين الحين والحين أحبّاء صرعاها.
قد يُقال : إنّها ثورة فاشلة تماماً ؛ فهي لم تحقق نصراً سياسياً آنيّاً يُطوّر الواقع الإسلامي إلى حال أحسن من الحال التي كان عليها قبل هذه الثورة ، لقد بقي المسلمون بعد الثورة كما كانوا قبلها قطيعاً يُساق بالقوّة إلى حيث يُراد له لا إلى حيث يُريد ، ويُساس بالتجويع والإرهاب. ولقد ازداد أعداء