ملامح من ثورة الحسين عليهالسلام (١)
محمد مهدي شمس الدين
الثورة الصحيحة هي الاحتجاج النهائي الحاسم على الواقع المعاش ، فبعد أن تخفق جميع الوسائل الأخرى في تطوير الواقع تصبح الثورة قدراً حتمياً لا بدّ منه.
والقائمون بالثورة الصحيحة هم دائماً أصحّ أجزاء الأمّة ، هم الطّليعة ، هم النُّخبة التي لم يأسرها الواقع المعاش ، وإنّما بقيت في مستوى أعلى منه وإن كانت تدركه ، وتُعبه وترصده ، وتنفعل به ، وتتعذّب بسببه.
تُصبح الثورة قدر هذه النُّخبة ومصيرها المحتوم حيث تُخفق جميع وسائل الإصلاح الأخرى ، وإلاّ فإنّ هذه النُّخبة تفقد مبررات وجودها إذا لم تثر ، ولا يُمكن أن يُقال عنها أنّها نُخبة ، أنّها تكون نُخبة حين يكون لها دور تأريخي ، وحين تقوم بهذا الدور.
ولا بدّ أن تُبشر بأخلاق جديدة إذا حدثت في مجتمع ليس له تُراث ديني وإنساني يضمن لأفراده ـ لو اتّبع ـ حياة إنسانيّة متكاملة ، أو تُحيي المبادئ
__________________
(١) نُشرت هذه المقالة في مجلة الأضواء الإسلاميّة التي كانت تصدر في النجف الأشرف ، في العدد الثاني من السنة الأولى في ١ محرم ١٣٨٠ ـ ٢٦ حزيران ١٩٦٠ م.