ـ ٥ ـ
٤ ـ انبعاث الروح النضاليّة
كانت ثورة الحسين عليهالسلام السبب في انبعاث الرّوح النضالية في الإنسان المسلم من جديد بعد فترة طويلة من الهمود والتسليم ، ولقد كانت الآفات النفسية والاجتماعيّة تحول بين الإنسان المسلم وبين أن يُناضل عن ذاته وعن إنسانيته ، فجاءت ثورة الحسين عليهالسلام وحطّمت كلّ حاجز نفسي واجتماعي يقف في وجه الثورة.
كان الإطار الديني الذي أحاط به الاُمويّون حكمهم العفن الفاسد يحول بين الشعب وبين أن يثور ، فجاءت ثورة الحسين عليهالسلام وحطّمت هذا الإطار وكشفت الحكم الاُموي على حقيقته ، فإذا هو حكم جاهلي لا ديني ، لا إنساني ، تجب الثورة عليه وتحطيمه.
وكانت المُسلّمات الأخلاقية تحول بين الإنسان المسلم وبين أن يثور ، كانت قوانينه الأخلاقية تقول له : حافظ على ذاتك ، حافظ على عطائك ، حافظ على منزلتك الاجتماعيّة ، فجاءت ثورة الحسين عليهالسلام وقدّمت للإنسان المسلم أخلاقاً جديدة تقول له : لا تستسلم ، لا تُساوم على إنسانيتك ، ناضل قوى الشرّ ما وسعك ، ضحِ بكلّ شيء في سبيل مبدئك.
كان الرضا عن النفس يحول بينه وبين أن يثور ، ويغريه بالقعود عن النضال. فجاءت ثورة الحسين عليهالسلام وخلّفت في أعقابها لجماهير كثيرة شعوراً بالإثم ، وتأنيباً للنفس وبرماً بها ، ورغبة عارمة في التكفير.