ـ ٢ ـ
أ ـ ثورة التوّابين
كان أوّل رد فعل مباشر لقتل الحسين عليهالسلام هو حركة التوّابين في الكوفة.
فلمّا قُتل الحسين عليهالسلام ورجع ابن زياد مع معسكره بالنخيلة تلاقت الشيعة بالتلاؤم والتندّم ، ورأت أنّها قد أخطأت خطأً كبيراً بدعاء الحسين عليهالسلام إلى النصرة وتركهم إجابته ، ومقتله إلى جانبهم ولم ينصروه ، ورأوا أنّه لا يغسل عارهم والإثم عنهم في مقتله إلاّ بقتل مَنْ قتله أو القتل فيه. ففزعوا بالكوفة غلى خمسة نفر من رؤوس الشيعة :
سليمان بن صرد الخزاعي.
والمسيب بن نجيّة الفزاري.
وعبد الله بن سعد بن نفيل الأزدي.
وعبد الله بن وائل التميمي.
رفاعة بن شداد البجلي ، فاجتمعوا ، وبدأ المسيب بن نجيّة الكلام فقال :
«... وقد كنّا مُغرمين بتزكية أنفسنا ، وتقريظ شيعتنا حتّى بلا الله خيارنا فوجدنا كاذبين في موطنين من مواطن ابن بنت نبيّنا صلىاللهعليهوآله ، وقد بلغتنا كتبه ، وقدمت علينا رسله ، وأعذر إلينا يسألنا نصره ، عوداً وبدءاً ، وعلانية وسرّاً ، فبخلنا عنه بأنفسنا حتّى قُتل إلى جانباً ؛