ـ ٣ ـ
ب ـ ثورة المدينة
وكانت ثورة المدينة ردّ فعل آخر لمقتل الحسين عليهالسلام.
إلاّ إنّنا هنا نشاهد لوناً آخر من الثورات ، ثورة تختلف عن ثورة التوابين في الدوافع والأهداف. لقد كانت الدوافع إلى هذه الثورة شيئاً غير الانتقام ، كانت ثورة تستهدف تقويض سلطان الاُمويِّين الظالم الجائر البعيد عن الدين.
وما نشكّ في أنّ شُعلة هذه الثورة كانت مُتأجّجة ولكنّها كانت تبحث عن مُبرّر للانفجار ، والذي أجّج شُعلة الثورة أسباب منها مقتل الحسين عليهالسلام ولعلّه كان أهمّها ؛ فإنّ زينب بنت علي عليهاالسلام دأبت بعد وصولها إلى المدينة على العمل للثورة ، وعلى تعبئة النفوس لها ، وتأليب الناس على حكم يزيد ، حتّى لقد خاف عمرو بن سعيد الأشدق والي يزيد على المدينة انتقاض الأمر ، فكتب إلى يزيد عن نشاطها كتاباً قال فيه :
إنّ وجودها بين أهل المدينة مُهيّج للخواطر ، وإنّها فصيحة عاقلة لبيبة ، وقد عزمت هي ومَنْ معها على القيام للأخذ بثأر الحسين. فأتاه كتاب يزيد بأن يُفرّق بينها وبين الناس (١).
__________________
(١) جعفر النقدي : زينب الكبرى (ط النجف) ص ١٢٠ ـ ١٢٢ نقلاً عن النسابة العبيدلي في (أخبار الزينبات) والدكتورة بنت الشاطيء في كتابها بطلة كربلاء.