ـ ٤ ـ
ج ـ ثورة المختار الثقفي
ودخلت سنة ست وستين للهجرة ، فثار المختار بن أبي عبيدة الثقفي بالعراق طالباً ثأر الحسين عليهالسلام.
ولكي نعرف السرّ في استجابة جماهير العراق لابن الزّبير أوّل الأمر ثمّ انقلابها عليه واستجابتها لدعوة المُختار ، لا بدّ أن نلاحظ أنّ مجتمع العراق كان يطلب إصلاحاً اجتماعياً ، وكان يطلب الثأر من الاُمويِّين وأعوانهم ؛ وعلى أمل الإصلاح الاجتماعي والانتقام استجاب مجتمع العراق لابن الزّبير ، فهو عدو الاُمويِّين من جهة ، وهو يتظاهر بالإصلاح والزهد والرغبة عن الدنيا من جهة اُخرى ، فلعلّ سلطانه أن يُحقّق كلا الأمرين.
ولكنّ سلطان ابن الزّبير لم يكن خيراً من سلطان الاُمويِّين ؛ لقد أخرج العراق عن سلطانهم ، ولكن قاتلي الحسين عليهالسلام كانوا مُقرّبين إلى السلطة كما كانوا في عهد الاُمويِّين. إنّ شمر بن ذي الجوشن ، وشبت بن ربعي ، وعمر بن سعد ، وعمرو بن الحجّاج ، وغيرهم كانوا سادة المجتمع في ظلّ سلطان ابن الزّبير ، كما كانوا سادته في ظلّ سلطان يزيد.
كما إنّه لم يُحقّق لهم العدل الاجتماعي الذي يطلبونه ، لقد كانوا يحنّون إلى سيرة علي بن أبي طالب عليهالسلام فيهم ، هذه السيرة التي حقّقت لهم أقصى ما يمكن من رفاه وعدل ، هذا عبد الله بن مطيع العدوي عامل ابن الزّبير على الكوفة يقول للناس إنّه أمر أن يسير بسيرة عمر وعثمان ، فيقول له المتكلّم بلسان أهل الكوفة :