خاتمة
ما نريده ونلح على أنّه ضروري لنا في مرحلتنا الثورية الراهنة هو ألسنة التاريخ ، هو جعله ذا صلة بحياة الإنسان ومطامحه ، هو إعداده ليندمج مع الكائن الإنساني في تركيب عضوي مُتفاعل مُتكامل وليس مجرّد انعكاس خاوٍ لحياة إنسانيّة سابقة.
لقد دأب مدوّنو التأريخ العرب على الاهتمام بالتأريخ الشخصي للملوك والقادة ؛ فسجّلوا بإسهاب عظيم حروبهم وانتصاراتهم ، ومجالس مجونهم ولهوهم ، ولم يولوا الجانب الاجتماعي من الحياة الإسلاميّة ـ وهو ما يتّصل بحياة الأمّة ـ اهتماماً وإن كان ضئيلاً.
ومن هنا أضحى التأريخ عندنا ـ بالنسبة إلى الجماهير ـ مجرّد انعكاس لحيوات سابقة لا يُسهم في تكوين الشخصيّة الإنسانيّة. إنّه قد يُسهم في إثارة الحماس الخلاّق تارة والغرور المدمر اُخرى ، ولكنّه لا يُسهم أبداً في تكوين شخصيّة إنسانيّة سوية مُتكاملة ترتكز على أصول إنسانيّة عريقة ، فلا تفقد محور الارتكاز حين تتعرّض لامتحان قاسٍ لا يجتازه إلاّ الإنسان ... الإنسان.
وإن حُقبتنا الحياتية الراهنة لتُحتم علينا أن نتناول التاريخ تناولاً إنسانياً ،