ـ ٤ ـ
أ ـ الإرهاب والتجويع
لقد اتّبع معاوية سياسة الإرهاب ، والقتل ، والتجويع بالنسبة إلى الرعايا المسلمين الذين لا يتّفقون معه في الهوى السياسي ، وإطلالة قصيرة على تأريخ هذه الفترة من حياة المسلمين تُثبت هذه الدعوى.
حدّث سفيان بن عوف الغامدي ، وهو أحد قوّاد معاوية العسكريين ، قال :
«دعاني معاوية فقال : إنّي باعثك بجيش كثيف ذي أداة وجلادة ، فالزم ليّ جانب الفرات حتّى تمرّ بهيت فتقطعها ، فإن وجدت بها جُنداً فأغر عليهم ، وإلاّ فامض حتّى تُغير على الأنبار ، فإن لم تجد جنداً فامض حتي نوغل في المدائن. إنّ هذه الغارات يا سفيان على أهل العراق تُرعب قلوبهم ، وتُفرح كلّ مَنْ له هوى فينا منهم ، وتدعو إلينا كلّ ما خاف الدوائر ، فاقتل كلّ مَنْ لقيته ممّن هو ليس على مثل رأيك ، وأخرب كلّ ما مررت به من القرى ، وأحرِب الأموال فإنّ حرب الأموال شبيه بالقتل ، وهو أوجع للقلب»(١).
ودعا معاوية بالضحّاك بن قيس الفهري وأمره بالتوجّه ناحية الكوفة ،
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ٢ / ٨٥ ـ ٨٦.