ـ ٦ ـ
ج ـ التحذير باسم الدين وشلّ الروح الثوريّة
«المأخذ الدائم الذي يؤخذ على الاُمويِّين هو أنّهم كانوا اُصولاً وفروعاً أخطر أعداء النبي صلىاللهعليهوآله ، وأنّهم اعتنقوا الإسلام في آخر ساعة مرغمين ، ثمّ أفلحوا في أن يحوّلوا إلى أنفسهم ثمرة حكم الدين أوّلاً بضعف عثمان ، ثمّ بحسن استخدام نتائج قتله ، هذا وأصلهم يفقدهم مزية زعامة اُمّة محمد صلىاللهعليهوآله ومن المحن التي بُلي بها حكم الدين أنّهم أصبحوا قائمين عليه ، مع أنّهم كانوا ومافتئوا مغتصبين لسلطانه ، وقوّتهم في جيشهم الذي هو على قدم الاستعداد في الشام ، ولكنّ قوّتهم لا يمكن أن تُصبح حقّاً» (١).
بهذه المشاعر ونظائرها واجه المسلمون الحكم الاُموي ، وقد أراد معاوية أن يتغلّب على هذا الشعور العام بسلاح الدين نفسه ، كما أراد التوصّل إلى تحطيم ما لأعدائه من سلطان روحي على المسلمين عن هذا الطريق أيضاً ، وقد برع في الميدان كلّ البراعة ، وواتته الظروف عليه فبلغ منه أقصى ما يرجو.
وقد حفظ لنا التأريخ بعض الأسماء البارزة من أعوان معاوية في هذا اللون من النشاط. قال ابن أبي الحديد : «ذكر شيخنا أبو جعفر الإسكافي.
__________________
(١) ولهاوزن : الدولة العربية ؛ ٥٣ ، وراجع تاريخ الإسلام السياسي ١ / ٢٧٨ ـ ٢٧٩.