إلى كربلاء يعقد مجلساً لذكر مصيبة أبي الفضل العبّاس عليهالسلام ؛ وفاءً لنذر عليه ، فامضِ إلى كربلاء واقرأ مصيبة العبّاس. وغاب عنّي.
فانتبهت من النّوم ، ونظرت إلى والدتي عند رأسي تبكي ، ثُمّ نمت ثانياً ، فأتاني السيّد المذكور وهو يقول : ألم أقلْ لك إنّ ولدي سعيد ذهب إلى كربلاء وأنت تقرأ في مأتم أبي الفضل؟ فأجبته إلى ذلك ، فغاب عنّي ، فانتبهت.
وفي المرّة الثالثة نمت فعاد إليَّ السيّد المذكور ، وهو يقول بزجر وشدّة : ألم أقل لك امضِ إلى كربلاء ، فما هذا التأخير؟! فهبته في هذه المرّة وانتبهت مرعوباً.
وقصصتُ الرؤيا من أوّلها على والدتي ، ففرحت وتفاءلت بأنّ هذا السيّد هو أبو الفضل ، وعند الصباح عَزِمَتْ على الذّهاب بي إلى حرم العبّاس ، ولكنْ كُلَّ مَن سمع بهذا لم يوافقها ؛ لما يراه من الضعف البالغ حدّه ، وعدم الاستطاعة على الجلوس حتّى في السيّارة ، وبقيت على هذا إلى اليوم الثاني عشر من المُحرّم ، فأصرّت الوالدة على السّفر إلى كربلاء بكُلِّ صورة ، فأشار بعضُ الأرحام على أنْ يضعوني في تابوت ، ففعلوا ذلك ، ووصلتُ ذلك اليوم إلى القبر المُقدّس ، ونمت عند الضريح الطاهر.
__________________
سنة ١٣٥٨ هـ ، ودُفن في الحجرة المُلاصقة لباب الصحن المعروفة بباب القزّازين ، وكان السيّد رحمهالله باذلاً نفسه ونفيسه في خدمة أجداده الأئمّة المعصومين عليهمالسلام ، وداره العامرة (حُسينيّة) لأهل طرفه (البراق) ، يُقيمون فيها مراسيم العزاء والفرح للأئمّة عليهمالسلام لا يعدلون بها بدلاً ، وفّقهم اللّه لما يرضيه.
وأمّا ولده السيّد سعيد ، فكانت ولادته في سنة ١٣٢٢ هـ ، وتوفّي في ١٥ ذي القعدة سنة ١٣٥٥ هـ ، ودُفن في الحجرة مع أبيه ، وقام السيّد صالح أبيه في إقامة الأفراح والمآتم ، فنعم الخلف لذلك السيّد الطاهر!