كان فيه خطر ... إلى آخره (١).
لا قياس بين يزيد ووحشي ؛ فإنّ وحشيَّاً قتل حمزة وهو كافر ، فلمَّا أسلم سقطت عنه كُلُّ تبعة كانت عليه ؛ لأنّ الإسلام يجبّ ما قبله ، بخلاف يزيد ؛ فإنّه قتل الحسين عليهالسلام وهو يظهر الإسلام ، وقد ارتدّ بقتله ؛ إمّا لأنّ الحسين عليهالسلام إمامٌ معصومٌ ، أو لتشفّيه بذلك من رسول اللّه صلىاللهعليهوآله بما صنعه مع خاله وجدّه يوم بدر.
على أنّ من المقطوع به أنّ مَن باء بذلك الإثم العظيم ، وهو قتلُ الحسين عليهالسلام ، لا يتوفّق للتوبة نهائياً ؛ فإنّه من الذنوب التي لا تدع صاحبها أنْ يتحيّز إلى خير أبداً.
كما أنّ من المقطوع به أنّ وحشياً وإنْ أظهر الإسلام أمام الرسول صلىاللهعليهوآله
وسكت عنه النّبيُّ ، وقال : «غيّبْ وجهَكَ عنِّي» (٢). فلا يختم له بالصّلاح والسّعادة أبداً ، ولا يأتي يوم القيامة وعليه شارة الهدى ، وقد قتل سيّد الشُّهداء حمزة بن عبد المُطّلب الشاهد للأنبياء بالتبليغ وأداء الرسالة.
__________________
(١) إحياء علوم الدِّين للغزالي ٣ / ١٨٦ ، الآفة الثامنة في اللعن.
(٢) فتح الباري ٧ / ٢٨٤ ، المُعجم الأوسط للطبراني ٢ / ٢٢٢ ، الاستيعاب لابن عبد البر ٤ / ٦٥ ، اُسد الغابة لابن الأثير ٥ / ٨٤ ، تهذيب التهذيب لابن حجر ١١ / ١٠٠ ، الكامل في التاريخ لابن الأثير ٢ / ٢٥١ ، الوافي بالوفيات للصفدي ٢٧ / ٢٥٣ ، وذكر ابن الأثير في اُسد الغابة ٥ / ٨٤ : قال موسى بن عقبة عن ابن شهاب : مات وحشيٌّ في الخمر. أخرجه الثلاثة ، وفي شرح مسند أبي حنيفة لملاّ علي القاري / ٥٢٨ ، وابن كثير في البداية والنّهاية ٤ / ٢٢ ، السّيرة النّبويّة لابن هشام ٣ / ٥٩٢ ، السّيرة الحلبيّة للحلبي ٢ / ٥٣٨ ، واللفظ للأوّل ، وقال ابن الهمام : بلغني أنّ وحشيّاً لم يزل يُحدُّ في الخمر حتّى خُلع من الديوان ، فكان ابن عمر يقول : لقد علمت أنّ اللّه تعالى لم يكنْ ليدع قاتل حمزة رضياللهعنه هذا ...