كيف لا يُلعن يزيد وقد جوّز العلماء المُنقّبون لعنه ، وصرّحوا بخروجه عن طريقة الإسلام ، كما أفصح عن ذلك شعره ؛ فإنّه لمّا وردت عليه سبايا آل الرسول صلىاللهعليهوآله وأشرفوا على ثنيّة جيرون ، ونعب الغراب ، قال (١) :
لمّا بَدَتْ تلكَ الحُمولُ وأشرَقَتْ |
|
تلكَ الشُّموسُ على رُبَى جَيرونِ |
نعبَ الغُرابُ فقلتُ قُلْ أو لا تَقُلْ |
|
فقدْ اقتضيتُ مِنَ الرَّسولِ دُيونِي |
فمن اُولئك العلماء القاضي أبو يعلى ، وأحمد بن حنبل ، وابن الجوزي (٢) ، والكيا الهراسي (٣) ، والشيخ محمّد البكري ، وسعد
__________________
(١) روح المعاني للآلوسي ٢٦ / ٧٢ ، في تفسير قوله تعالى : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ).
(٢) قال سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواصّ ٢ / ٢٦٦ : وذكر جدّي أبو الفرج في كتاب الردّ على المُتعصِّب العنيد المانع من ذمّ يزيد ، وقال : سألني سائل ، فقال : ما تقول في يزيد بن معاوية؟
فقلت له : يكفيه ما به.
فقال : أتجوّز لعنته؟
فقلتُ : قد أجازها العلماء الورعون ، منهم أحمد بن حنبل ؛ فإنّه ذكر في حقِّ يزيد ما يزيد على اللعنة.
قال جدِّي : وأخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي البزّار ، أنبأنا أبو إسحاق البرمكي ، أنبأنا أبو بكر بن عبد العزيز بن جعفر ، أنبأنا أحمد بن محمّد الخلاّل ، حدّثنا محمّد بن علي عن مهنّا بن يحيى ، قال : سألت أحمد بن حنبل عن يزيد بن معاوية؟
فقال : هو الذي فعل ما فعل!
قلتُ : وما فعل؟
قال : نهب المدينة!
قلتُ : فتذكرْ عنه الحديثَ؟