ببغداد في زمن المأمون ، وكانت اُمّه واُمُّ أخيه العبّاس اُمَّ ولد (١). وقع عقب عليِّ بن عبيد اللّه قاضي الحرمين إلى دمياط ، ويُقال لهم : بنو هارون ، وإلى فسا ويُقال لهم : بنو الهدهد ، وإلى اليمن.
وأمّا الحسن بن عبيد اللّه الأمير القاضي ، فأولد عبد الله. كان له إحدى عشر ذكراً لهم أعقابٌ ، منهم : القاسم بن عبد الله بن الحسن بن عبيد الله ، قاضي الحرمين ، ابن الحسن بن عبيد الله بن العبّاس الشهيد السّقا. له خطر بالمدينة ، وأحد أصحاب الرأي ، لسناً مُتكلّماً ، سعى بالصلح بين بني علي وجعفر ، وهو صاحب أبي محمّد الحسن العسكري عليهالسلام (٢).
فأحفاد العبّاس كُلّهم أجلاّء ، لهم المكانة العالية بين النّاس ؛ لأنّهم بين فقهاء ومُحدّثين ، ونسّابين واُمراء واُدباء ، ولا بدع بعد أنْ عرق فيهم (أبو الفضل) ، فحووا عنه المزايا الحميدة والصفات الجميلة ، فكانت ملامح الشرف والسّؤدد تلوح على أسارير جبهاتهم ، وملء أهابهم علم وعمل ، وحشو الرَّدى هيبة ومنعة.
ومنهم السيّد الجليل صاحب الحرم المنيع والقبة السّامية (الحمزة) ، المدفون بالمدحتية قرب الحلّة.
__________________
(١) تاريخ بغداد ١٠ / ٣١٣.
(٢) عمدة الطالب / ٣٤٩.