على الدعوة الإلهيّة ، والمراق دمه الطاهر على مجزرة الشّهادة ، من مستوى القدس ، من جملة الشعائر والحُرمات التي يجب تعظيمها ؛ بتعاهد مرقده الأطهر ، وقصده بالزيارة والعبادة فيه ، وعمارته عند الانهدام ؛ ليأوى إليه الزائر ويتفيّأ بظلّه للتعبُّد ، كما أنّ الأمر بطواف البيت يستدعي عمارته كُلّما أوشك أنْ يتضعضع بنيانه؟!
٢ ـ على أنّ رجالات بيت النّبوَّة هم : (فِي بُيُوت أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) (١). والمُراد من البيت : ما كان مسقوفاً ؛ ولذلك أطلقه في الكتاب المجيد على الكعبة المُعظَّمة ، حيث يقول : (الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ) (٢). لكونها مسقوفة ، ولم يُرد من البيوت مطلق المساجد أو المساجد الأربعة ، وهي : المسجّد الحرام ، ومسجد النّبيّ صلىاللهعليهوآله ، ومسجد الكوفة ، والبصرة. فالمساجد كُلّما ذُكرت في القرآن اُطلق عليها المسجّد دون البيت ، مثل قوله تعالى :
(لَمَسْجِدٌ اُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى) (٣).
(عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدِ) (٤).
(وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً) (٥).
(لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً) (٦).
__________________
(١) سورة النّور / ٣٦.
(٢) سورة المائدة / ٩٧.
(٣) سورة التوبة / ١٠٨.
(٤) سورة الأعراف / ٢٩.
(٥) سورة التوبة / ١٠٧.
(٦) سورة الكهف / ٢١.