بيته ، وهذا الحجر أخذه مروان بن الحكم ووضعه على قبر عثمان بن عفان ، فكلّمته بنو اُميّة ، وقالوا : كيف تأخذ حجراً وضعه رسول اللّه صلىاللهعليهوآله؟ فلم يعبأ بهم (١).
وإذا كان وضع الحجر للتعريف بالقبر ، فلا ريب أنّ البناء على القبر أوفى بهذه العلّة من وضع الحجر ، فيكون راجحاً بالأولويّة.
على أنّ اهتمام النّبيّ صلىاللهعليهوآله بتعريف قبر عثمان دون غيره من المسلمين يدلّنا على امتياز بعضهم عن بعض بالفضل والعلم ، والورع والمعرفة ، وحينئذ يكون البناء على قبور الأنبياء والأوصياء والأولياء عليهمالسلام ، والأمثل فالأمثل ، امتيازاً عن غيرهم ، وإعلاماً لهم بما مِن شأنٍ ورفعة أولى وأرجح.
وكانت فاطمة الزهراء عليهاالسلام تزور قبرَ حمزة وترمُّه وتُصلحه ، وقد علّمته بحجر (٢) ، فدلّ على أنّ إصلاح القبر وتعاهده كي لا تندرس آثاره معروفٌ في زمن الشارع المُقدّس ، وإلاّ لما فعلت ذلك سيّدة نساء العالمين عليهاالسلام ، والوحي يُنزل في بيتها.
وإصلاح القبر يختلف باختلاف الأوقات والأزمنة ، فقد تقتضي الحالة والوقت إصلاح القبر بجمع ترابه ووضع الحجرعليه،وقد تقتضي بناء قبّة عليه أو وضع جدار حوله.
ومن أجل ذلك دفنوا النّبيّ صلىاللهعليهوآله في حجرة عائشة ، وكانت مُسقّفة بجريد النّخل ، وأوّل مَن بناها باللبن عمر بن الخطّاب (٣).
__________________
(١) وفاء الوفاء للسمهودي ٨٥:٢ وبعضها في نيل الاوطار للشوكانى ١٣٢:٤ بحار الانوار ٢٩٧:٤٨ السنن الكبرى للبيهقي ٤١٢:٣ السيرة الحلبية ٢٩٠:٢.
(٢) السيّدة فاطمة الزهراء عليهاالسلام للبيّومي / ١٣٤.
(٣) وفاء الوفاء للسمهودي ١ / ٣٨٣ ، السّيرة النّبويّة لابن كثير ٤