وإنّ الخطيب البغدادي المولود سنة ٣٩٢ هـ حكى في ترجمة الإمام الكاظم عليهالسلام : أنّه دُفن في مقام الشونيزية (مقابر قريش) خارج القبّة ، وقبره هناك مشهور يُزار ... إلى آخره.
فدلّ على أنّه كان يوم وفاة الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام قبّة في مقابر قريش (١).
وعليه يكون وضع القباب على القبور متعارفٌ بين المسلمين ، لم تُنكره علماء تلك العصور مع تبصّرهم بأحاديث الرسول صلىاللهعليهوآله.
ومن هنا لم يمتنع الخلفاء من وضع القباب على قبور أسلافهم ؛ فهذا الرشيد بنى قبّة على قبر أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام (٢) ، وبنى المأمون على قبر الرشيد قبّة (٣) مع أنّ عصره كان حافلاً بالعلماء كالشافعي وابن حنبل وسفيان بن عيينة وغيرهم ، فلم يُنكر عليه أحدٌ.
ولمّا توفِّي المعزّ البويهي سنة ٣٥٦ هـ دُفن في داره ، ثُمّ نُقل إلى مشهد بُنيَ له في مقابر قريش (٤) ، وابن وكيع الشاعر المُتوفّى ٣٩٣ هـ دُفن في المقبرة الكبرى في القبّة التي بُنيت له بها (٥) ، وأبو
__________________
(١) في تاريخ بغداد ١٣ / ٢٩ ، فقدم هارون مُنصرفاً من عمرة شهر رمضان سنة تسع وتسعين.
فحمل موسى عليهالسلام معه الى بغداد ، وحبسه بها إلى أنْ توفّي في محبسه.
نعم في الإرشاد للمفيد ٢ / ٢٤٣ : ثم حُمل فدُفن في مقابر قريش. وكذلك في غيره ، ومقابر قريش معروفة أنّها في بغداد.
(٢) عمدة الطالب / ٦٢.
(٣) بحار الأنوار ٤٨ / ٣٢٣.
(٤) وفيات الأعيان ١ / ١٧٤.
(٥) وفيات الأعيان ٢ / ١٠٦.