أم سيئة.
وفي اصطلاح الفقهاء : تطلق السنّة على ما يقابل البدعة. ويراد بها كل حكم يستند الى اصول الشريعة في مقابل البدعة ، فانها تطلق على ما خالف اُصول الشريعة. وقد تطلق السنّة على المستحب والنافلة في العبادات من باب اطلاق العام على الخاص ، كما تطلق على ما واظب على فعله النبي صلىاللهعليهوآله مع عدم تركه بلا عذر.
وتُطلق السنّة عند الاصوليين : ـ بالاتفاق ـ على ما صدر عن النبي صلىاللهعليهوآله من قول أو فعل أو تقرير غير ما اختصّ به صلىاللهعليهوآله . ويدور كلامنا في هذا المقال حول دور الأئمة الاثني عشر عليهمالسلام في حفظ السنّة بمفهومها عند الاصوليين.
من نافلة القول التأكيد على حجيّة السنة النبوية والتماس دليل لها ، لأنها ضرورة دينية أجمع عليها المسلمون ونطق بها القرآن الكريم بقوله : ( ... أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ... ) (١) ( ... وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ... ) (٢) ( وما ينطق عن الهوى. إن هو إلاّ وحيٌ يوحى ) (٣) وقد تقدم القول منّا بانه لا يكاد يفهم معنى للاسلام بدون السنة النبوية. ثم ان العصمة الثابتة للنبي صلىاللهعليهوآله تقتضي أن تكون أقواله وأفعاله وتقريراته من قبيل التشريع أو موافقة للشريعة.
أقول : هناك اتجاهان متفاوتان بالنسبة الى السنّة النبوية حدثا في زمن الرسول صلىاللهعليهوآله وبعد وفاته :
__________________
(١) النساء : ٥٩.
(٢) الحشر : ٧.
(٣) النجم : ٣ ـ ٤.