لنعرف مدى اهتمام الاسلام بالمجتمع المتجانس والمتآخي ، ومدى وصول المجتمعات البعيدة عن الاسلام الى الاثرة وحب الذات والنفرة بين الافراد.
فنقول : مرة يكون التداين قد صدر من الدائن ( فهو حق له في ذمّة الغير ) ، ومرة يكون قد صدر من المدين ( فهو حق عليه في ذمّته للغير ) ، ولابد من معرفة نظرة الاسلام من البحث في كلا الامرين :
اولاً : اذا كان المدين غير محتاج الى الدَّين :
في هذه الحالة يستدين المرء لتوسيع نطاق تجارته مثلا ، فان الاسلام يرى كراهة هذا العمل ، والدليل على ذلك الروايات الكثيرة ، منها :
١ ـ صحيحة عبدالرحمن بن الحجاج عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : « تعوَّذوا بالله من غلبة الدَّين ، وغلبة الرجال ، وبوار الأيّم » (١).
٢ ـ موثقة السكوني عن جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « ايَّاكم والدَّين فانه شين الدِّين ».
٣ ـ عن الإمام الصادق عليهالسلام عن علي عليهالسلام أنه قال : « إيَّاكم والدَّين ، فانه همٌّ بالليل ، وذل بالنهار » (٢). وقد ورد عن علي بلفظ آخر أنه قال : « إياكم والدَّين فانه مذلة بالنهار ، ومهمّة بالليل ، وقضاء في الدنيا وقضاء في الآخرة » (٣).
٤ ـ وقد روي عن رسول الله صلىاللهعليهوآله انه قال : « من أراد البقاء ولا بقاء فليباكر الغداء ، وليجود الحذاء ، وليخفف الرداء ، وليقل مجامعة النساء. قيل : وما خفة
__________________
(١) وسائل الشيعة ، ج ١٣ ، باب ١ من ابواب الدين ، ح ١ ، ص ٧٦.
(٢) المصدر السابق ، ح ٣.
(٣) المصدر السابق ، ح ٤.