نقول : إن الشيعة الإمامية تعتقد بعصمة النبي وكل الأنبياء والرسل ، والعصمة التي تدعيها الشيعة للنبي صلىاللهعليهوآله ولكل الأنبياء والرسل هي ثلاثة أقسام :
١ ـ العصمة عن الخطأ في تلقي الوحي.
٢ ـ العصمة عن الخطأ في التبليغ والرسالة.
٣ ـ العصمة عن المعصية. والمعصية هي التي فيها هتك حرمة العبودية عن المخالفة المولوية.
ونعني بالعصمة : وجود أمر في الانسان يصونه عن الوقوع فيما لا يجوز من الخطأ والمعصية. والأدلة التي تُذكر في هذا المجال كثيرة : قرانية ، وروائية ، و عقلية.
فمن الأدلة القرآنية قوله تعالى : ( فبعث الله النبيين مُبشرينَ ومُنذرينَ وأنزلَ معهم الكتابَ بالحق ليحكُمَ بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلاّ الذين أوتُوه من بعدما جاءتهُمُ البيِّنات بغياً بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه ... ) (١) فانه يدل على أن الله سبحانه إنّما بعث الأنبياء بالتبشير والإنذار ، وانزال الكتاب ( وهو الوحي ) ليبيّنوا للناس الحق في الاعتقاد والعمل. وقد قال تعالى : ( لا يضلُّ ربِّي ولا ينسى ) (٢) فهو دال على أن الله سبحانه لا يضل في فعله ولا يخطأ في شأنه ، فإذا أراد شيئاً فإنما يريده من طريقه الموصل إليه من غير خطأ. وحينئذ يكون النبي صلىاللهعليهوآله ، وكل نبي ، مصوناً من الخطأ في تلقي الوحي وفي تبليغه. وبما أن عمله صلىاللهعليهوآله كقوله في الدلالة عند العقلاء ، فلو تحققت معصية من النبي صلىاللهعليهوآله وهو يأمر بخلافها لكان ذلك منه تناقضاً ، ويكون مبلّغاً لكلا المتناقضين ، وكمال تعلمون لا يكون تبليغ المتناقضين تبليغاً للحق لكون كل منهما مبطلاً للآخر. وعلى هذا ، فلا يمكن أن تتحقق معصية من النبي صلىاللهعليهوآله ولا يكون تبليغ الرسالة إلاّ مع
__________________
(١) البقرة / ٢١٣.
(٢) طه / ٥٢.