ومنها : غزوة بني قريظة ، وكان سبب فتحهم ، حيث إنّه عليهالسلام وفد إلى حصنهم ، فقالوا : جاءكم قاتل عمرو ، فحاصرهم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم خمسة وعشرين يوماً فجاء الفتح (١).
ومنها : غزوة بني المصطلق ، وقتل فيها عليّ مالكاً وابنه ، وسبي عليّ جويريّة بنت الحارث بن أبي ضرار ، فجاء بها إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فاصطفاها لنفسه ، فجاء أبوها إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا رسول الله إنّ ابنتي لا تُسبى ، إنّها امرأة كريمة ، فقال : «اذهب فخيّرها» ، فقال : لقد أحسنت وأجملت ، فاختارت رسول الله ، فأعتقها وجعلها في جملة أزواجه (٢).
ومنها : غزوة الحديبية ، وكان أمير المؤمنين عليهالسلام كتب بين النبيّ وبين سهل ابن عمرو ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : اكتب يا عليّ ، فكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال سهل : هذا كتاب بيننا وبينك ، فافتتحه بما نعرفه ، واكتب باسمك اللهمّ وامح ما كتبت ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم امح يا عليّ ، فقال عليّ : لولا طاعتك لما محوتها ، فمحاها ، وكتب عليّ باسمك اللهمّ.
فقال له النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : اكتب هذا ما قاضى عليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال سهل : لو أجبتك في الكتاب لأقررت برسالتك ، امحُ هذا واكتب اسمك ، فأمر النبيّ عليّاً بمحوه ، فقال عليّ عليهالسلام : إنّ يدي لا تطيع ، فأخذ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يد عليّ فوضعها عليه فمحاها. فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم لعليّ عليهالسلام : إنّك سَتُدعى إلى مثلها فتجيب على مضض (٣).
وفي هذه الغزوة طلب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الماء ، فكلّ من يذهب بالروايا يرجع خالياً ، حتّى ذهب عليّ عليهالسلام فملأ الروايا وأتى بها ، وعجب الناس.
__________________
(١) الإرشاد للمفيد : ٥٨.
(٢) السيرة الحلبيّة ٢ : ٢٨٠ ، تاريخ الخميس ١ : ٤٧٤ ، البحار ٢٠ : ٢٨٩.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٨٩ ، إعلام الورى : ١٨٩ ، الإرشاد : ٦٣ ، الكامل في التاريخ ٢ : ٩٠ بتفاوت يسير ، وفي تاريخ الطبري ٢ : ١٢٢ صدر الحديث.