وفي هذه الغزوة أقبل سهل بن عمرو إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال للنبيّ : إنّ أرقّاءنا لحقوا بك فأرجعهم إلينا ، فغضب صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال : لتنتهنّ يا معشر قريش ، أو ليبعثنّ الله عليكم رجلاً امتحن الله قلبه للإيمان ، يضرب رقابكم على الدين.
فقال بعض من حضر : أبو بكر؟ قال : لا ، قيل : عمر؟ قال : لا ، ولكنّه خاصف النعل في الحجرة ، فنظروا فإذا بعليّ عليهالسلام يخصف نعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الحجرة (١). وقد ورد هذا المضمون في عدّة روايات (٢).
منها : غزوة خيبر ، وقد روى عبد الملك بن هشام في كتاب السيرة النبويّة يرفعه إلى ابن الأكوع ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه بعث برايته إلى بعض حصون خيبر أبا بكر ، فقاتل ورجع خائباً ، ثمّ بعث عمر فكان كذلك ، فقال : لأُعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، يفتح الله على يديه ، كرّاراً ليس بفرّار ، فدعا عليّاً عليهالسلام وكان أرمد فتفل في عينيه ، ثمّ قال : خذ هذه الراية وامضِ ، حتّى يفتح الله عليك (٣).
وفيها عن أبي رافع : إنّ عليّاً عليهالسلام لمّا دنا من الحصن ضربه يهوديّ بحجر ، فسقط ترسه من يده ، فتناول باب الحصن وتترّس به ، حتّى فتح الله على يديه وألقاه من يده ، قال : كان معي سبعة نفر وأنا ثامنهم ، فجهدنا أن نقلب الباب فلم نقدر (٤).
وقيل : وكان الذي يغلقه عشرون رجلاً وأراد المسلمون نقل الباب ، فلم ينقله إلا
__________________
(١) تاريخ بغداد ٨ : ٤٣٣ ، أُسد الغابة ٤ : ٢٦ ، خصائص أمير المؤمنين عليهالسلام للنسائي : ٧٦ ، التاج الجامع للأُصول ٣ : ٣٣٤ ، مناقب أمير المؤمنين لابن سليمان الكوفي ٢ : ١٦ ح ٥٠٦ ، ذخائر العقبى : ٧٦ ، ينابيع المودّة ١ : ١٨٥.
(٢) مسند أحمد ٣ : ٣٣ ، تذكرة الخواص : ٤٥ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٢٣ ، أسد الغابة ٣ : ٢٨٢ ، سنن الترمذي ٥ : ٦٣٤ ح ٣٧١٥ ، خصائص أمير المؤمنين عليهالسلام للنسائي : ٧٢ ، الرياض النضرة ٢ : ٢١٦ ، ٢٥٢.
(٣) السيرة النبويّة لابن هشام ٣ : ٣٤٩ ، وأُنظر ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) لابن عساكر ١ : ١٧٥ ح ٢١٩ ، ٢٢٠ ، ٢٢١ ، وتذكرة الخواص : ٢٧ ، ومناقب عليّ بن أبي طالب لابن المغازلي : ١٨٠ ، والبداية والنهاية ٧ : ٣٣٨ ، ومسند أحمد ٥ : ٣٥٣ ، وأسد الغابة ٤ : ٢١ ، والمغازي ٢ : ٦٥٤ ، وتاريخ الخلفاء : ١٧٢.
(٤) السيرة النبويّة لابن هشام ٣ : ٣٤٩ ، وأُنظر كشف الغمّة ١ : ١١١.