فذهب ورجع منهزماً ، فسار إليهم أمير المؤمنين عليهالسلام يكمن بالنهار ويسير بالليل ، فكبسهم بالليل وهم غافلون ، فاستولى عليهم (١).
ومنها : غزوة تبوك ، وفيها خرج أمير المؤمنين عليهالسلام فخرج لمبارزته عمرو ابن معديكرب ، فولّى منهزماً وقتل أخاه وابن أخيه وسبي امرأته ونساء غيرها.
واصطفى لنفسه جارية ، فوشوا به إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ظانّين أنّه يغضب لمكان فاطمة عليهاالسلام ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّه يحلّ لعليّ عليهالسلام من الفيء ما يحلّ لي» (٢).
وأمّا حروبه في عهد خلافته
فمنها : وقعة الجمل بينه عليهالسلام وبين جند عائشة ، وكان رئيسهم طلحة والزبير ، وهما اللذان حرّكاها على الحرب ، وحسّنا لها الطلب بدم عثمان ، بعد أن كانت تقول : اقتلوا نَعثلاً قتله الله (٣)! فقيل لها في ذلك ، فقالت : قلت لهم وما فعلوا ، حتّى تاب وصار كسبيكة الفضّة (٤)!! ثمّ إنّه لمّا تلاقى الفريقان قتل من أصحاب الجمل ستّة عشر ألفاً وسبعمائة وتسعون ، وكانوا ثلاثين ألفاً ، وقُتل من أصحاب عليّ ألف وسبعون رجلاً ، وكانوا عشرين ألفاً ، وكان قتلى عليّ عليهالسلام منهم ما لا يُحصى.
ومنها : وقعة صفّين ، وقد أقامت شهوراً عديدة ، وكان من عظيم مواقعها ليلة الهرير ، وكان أوّلها المسايفة ، واخرها الملاقاة بالأبدان ، وكان لعليّ عليهالسلام فيها قتلى كثيرة ، وكلّما قتل واحداً كبّر ، فحسب له فيها خمسمائة وثلاثين أو عشرين تكبيرة ، على عداد القتلى.
وقيل : عرف قتلاه بالنهار ، فإنّ ضرباته كانت على وتيرة واحدة ، إن ضرب طولاً
__________________
(١) الإرشاد : ٨٧.
(٢) الإرشاد : ٨٦.
(٣) النهاية لابن الأثير ٥ : ٨٠.
(٤) تذكرة الخواص : ٦٦ ، المناقب للخوارزمي : ١٨٤ ذ. ح ٢٢٣.