ومنه : إحراق بيت فاطمة الزهراء لمّا جلس فيه عليّ عليهالسلام ومعه الحسنان وامتنع عن المبايعة ، نقله جماعة من أهل السنّة ، منهم : الطّبري (١) والواقدي (٢) وابن حزامة عن زيد بن أسلم ، وابن عبد ربّه (٣) وهو من أعيانهم وروي في كتاب «المحاسن» (٤) وغير ذلك (٥).
وأمّا ما صدر من الثاني :
فمنه : قول الزمخشري في ربيع الأبرار قد تمثّل بهذه الأبيات عمر وهو سكران :
أيخبرنا ابن كبشة أن سنحيا |
|
وكيف حياة إصدام وهام |
إذا ما الرأس زائل منكبيه |
|
فقد شبع الأنيس من الطعام |
ويقتلني إذا ما كنت حيّاً |
|
ويحييني إذا رمّت عظامي |
ألا من يبلغ الرحمن عنّي |
|
بأنّي تارك شهر الصيام |
فقل لله يمنعني شرابي |
|
وقل لله يمنعني طعامي (٦) |
ومنه : مخالفته للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي لا ينطق عن الهوى في إحضار الدواة والقرطاس ؛ ليكتب للمسلمين كتاباً لن يضلّوا بعده أبداً ، فقال : دعوه فإنّه يهجر ورواه الأكثر بلفظ : «إنّ الرجل» وهذا لا يجوز أن يواجه به مثل النبيّ الكريم ذي الخلق العظيم.
وقد روى ذلك مسلم في صحيحه ، ورواه غيره من أهل النقل (٧).
__________________
(١) تاريخ الطبري ٢ : ٢٣٣ ؛ وفيه : التهديد بالإحراق.
(٢) حكاه عنه في نهج الحقّ : ٢٧١.
(٣) العقد الفريد ٤ : ٢٥٩ ، ٢٦٠ ؛ وفيه التهديد بالإحراق.
(٤) نقل عنه في نهج الحقّ : ٢٧٢ وأُنظر أعلام النساء ٤ : ١١٦ ، والمختصر في أخبار البشر ١ : ١٥٦.
(٥) تاريخ الأحمدي : ١٢٨ ، تلخيص الشافي ٣ : ٧٦ ، شرح نهج البلاغة ٢ : ٥٦ وفيه التهديد بالإحراق ، وهذا نصّه : والذي نفسي بيده لتخرجُنّ إلى البيعة أو لأحرقنّ البيت عليكم.
(٦) ربيع الأبرار ٤ : ٥١.
(٧) صحيح مسلم ٣ : ٤٤٥ كتاب الوصيّة باب الوقف ح ١٦٣٧ ، مسند أحمد ١ : ٣٣٦ ، ٣٥٥ وج ٣ : ٣٤٦ ، الطبقات الكبرى ٢ : ١٨٧ ، ، نهاية الأرب ٣ : ٣٣٤ ، ٣٣٥ ، الملل والنحل ١ : ٢٢ ، السيرة النبويّة للذهبي : ٣٨٣ تذكرة الخواص : ٦٢ ، النهاية لابن الأثير ٥ : ٢٤٦ ، سرّ العالمين للغزالي : ٢١ ، وشرح المواقف للجرجاني ٨ : ٣٧٦.