ونقم عليه المسلمون في ذلك.
ومن تبرّأ منه كلّ الصحابة ، فكانوا بين قاتل له وراض ، حتّى تركوه بعد قتله ثلاثة أيّام بغير دفن ، ومنعوا من الصلاة عليه.
وحكمه بغير ما أنزل الله وبدعه أكثر من أن تُحصى (١).
وأمّا معاوية فإنّه سمّاه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم رأس الفئة الباغية بإخبار النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في قتل عمّار ، أنّه يدعوهم إلى الجنّة ويدعونه إلى النار (٢)! ومن سُمّي دعيّاً ابن دعيّ.
روى هشام بن السائب الكلبي ، قال : كان معاوية لأربعة : لعمارة بن الوليد ، ولمسافر بن أبي عمر ، ولأبي سفيان ، ولرجل سمّاه (٣).
وكانت أمّه من المغتلمات ، وكان أحبّ الرجال إليها السودان ، وكانت إذا ولدت أسود قتلته.
وحمامة جدّة معاوية كانت من ذوات الرايات في الزنا.
ومن دعا عليه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : «لا أشبع الله بطنه» (٤). واستجيبت ، واشتهر ذلك ، فكان لا يشبع.
ومن لم يزل مشركاً مدّة كون النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم مبعوثاً يكذّب الوحي ، ويهزأ بالشرع ، فالتجأ إلى الإسلام لمّا هدر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم دمه
__________________
(١) انظر صحيح البخاري ٢ : ٥٣ باب الصلاة بمنى ، صحيح مسلم ٢ : ١٤٢ ، كتاب صلاة المسافرين وقصرها ح ٦٩٤ ، مسند أحمد ١ : ٣٧٨ ، ٤٢٥ ، سنن البيهقي ٣ : ١٤٣ ، الموطأ ١ : ٤٠٣ ح ٢٠١ ، تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٦١ ، ١٧٤.
(٢) مسند أحمد ٢ : ١٦٤ ، المناقب للخوارزمي : ١٠٥ ح ١١٠ ، صحيح البخاري ١ : ١٢٢ باب التعاون في بناء المسجد ، صحيح مسلم ٥ : ٤٣٠ ح ٢٩١٦ كتاب الفتن ، وفيهما بعض الحديث ، مناقب الإمام أمير المؤمنين لابن سليمان ٢ : ٣١٠ وفيه : أنت مفتاح الفتنة ورأس الغيّ.
(٣) ربيع الأبرار ٣ : ٥٥١.
(٤) صحيح مسلم ٥ : ١٧٢ ح ٢٦٠٤ كتاب البرّ والصلة ، وقعة صفّين : ٢٢٠ ، ربيع الأبرار ٢ : ٦٨٢ ، الاستيعاب بهامش الإصابة ٣ : ٤٠١ ، العمدة لابن البطريق : ٤٥٦.